الرئيس نواف سلام لا يشبه إلاّ نواف سلام

كتب عوني الكعكي:

الرئيس نواف سلام هو ابن عبدالله سليم سلام، والدته رقت بيهم، جده لأبيه هو سليم سلام مؤسّس الحركة الإصلاحية في بيروت وقد انتخب نائباً عن بيروت في مجلس المبعوثان العثماني عام 1912. ولد في 15 /ك1/ عام 1953 في بيروت، متزوّج من سحر بعاصيري وهي صحافية وسفيرة للبنان لدى اليونيسكو وله ولدان عبدالله ومروان، عمّه الزعيم اللبناني ابن بيروت صائب بك سلام أحد الزعماء المسلمين الذي لعب دوراً كبيراً في تاريخ لبنان، وهو رئيس وزراء لبنان لعدّة مرّات. ابن عمّه الرئيس تمام سلام رئيس الوزراء اللبناني السابق المميّز بأخلاقه ومواقفه الوطنية.

والده عبدالله سلام كان رجل أعمال بارزاً وأحد موسّسي شركة طيران الشرق الأوسط M.E.A.

ونواف سلام هو سياسي وديبلوماسي وقاضٍ وأكاديمي لبناني، شغل منصب سفير وممثل دائم للبنان لدى الأمم المتحدة لمدّة عشر سنوات، ومثّل بلاده في مجلس الأمن.

انتخب عام 2018 قاضياً في محكمة العدل الدولية، ثم انتخب في 6 شباط 2024 رئيساً لهذه المحكمة لمدّة 3 سنوات إثر انتهاء ولاية القاضية الاميركية جوان.اي دونوغو. وأصبح ثاني عربي يتسلم هذا المنصب بعد وزير خارجية الجزائر الأسبق محمد بيجاوي، وتعد محكمة العدل الدولية الجهاز القضائي الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة، وهي بدأت نشاطها في نيسان 1946، وتتولّى الفصل في النزاعات الدولية التي تنشأ بين الدول.

عمل نواف سلام محامياً في مكتب “تكلا” للمحاماة عام 1992، ثم بدأ تدريس القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، وترأس قسم الدراسات السياسية والإدارة العامة في الجامعة ذاتها في الفترة 2005- 2007.

كما عمل محاضراً في عدة جامعات منها: كلية الحقوق في جامعة هارفارد، وكلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا، ومعهد السلام الدولي في نيويورك، وكلية الحقوق بجامعة بيل، وجامعة فرايبورغ الألمانية، وجامعة بوسطن، وفي جامعات عربية في الرباط والقاهرة وأبوظبي.

وهنا لا بدّ لي من الإشارة الى أنه تزامن تعيين سلام كرئيس لمحكمة العدل الدولية عام 2024 مباشرة مع أوّل جلسة استماع في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في كانون الثاني (يناير) 2024. وكان يفترض أن يرأس سلام القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.. وكان الى جانب الحق والعدل والقضية الإسلامية وأدان إسرائيل واتهمها بالإبادة الجماعية.

ومن مواقفه الوطنية، مداخلاته المتكررة حين كان في مجلس الأمن… إذ كان يدعو الى احترام سيادة لبنان وتأمين استقراره من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وتعزيز سياسة النأي بالنفس من النزاع السوري. كما دعا الى إنهاء الإفلات من العقاب في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري. كما دافع عن الحقوق الفلسطينية ودعا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

نواف سلام لا يمكن اتهامه جُزافاً. وأذكر أنّ صحيفة «جيروزاليم بوست» اعتبرت يوم انتخابه على رأس محكمة العدل الدولية مصدر قلق بالنظر لمواقفه المعلنة المساندة للقضية الفلسطينية. وقالت الصحيفة إنّ لنواف سلام تاريخاً في الإدلاء بتصريحات مناهضة لإسرائيل. وسردت عدداً من تصريحاته.

إنّ مواقف نواف سلام الوطنية تشهد على تاريخه الحافل بالوطنية… فلطالما دعا الى قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة… وهو ما يعني الاعتراف الصريح بالدولة الفلسطينية.

من أجل هذه الأمور أقول: إنّ نواف سلام نسيج وحده، فهو لا يشبه إلاّ نواف سلام… هذا العنوان لم يأتِ من فراغ لسبب بسيط، إن نواف موسوعة علمية قضائية قانونية ديبلوماسية. ويمكن القول إنها المرة الأولى التي يتسلم منصب رئيس حكومة رجل يتمتع بالصفات التي يتمتع بها الرئيس نواف سلام.

أخيراً، على كل لبناني أن يفتخر أنه يوجد في لبنان رئيساً للوزراء كالرئيس نواف… وهذه فرصة كبيرة يجب الاستفادة منها لأنه يعطي لبنان وجهاً حضارياً علمياً قلّ وجود شخص بمواصفاته. نرجو أن نستفيد من علمه ومن نزاهته، لأنه كما يقولون: «كامل الأوصاف».

كلمة للتاريخ، كل الشكر للزميل الكبير الأستاذ عماد الدين أديب الذي أجرى مع الرئيس سلام مقابلة تاريخية في محطة «SkyNews» فأعطاه حقه.

aounikaaki@elshark.com