اللبنانيون مع السلام… لكنهم يرفضون الاستسلام

كتب عوني الكعكي:

مَن لا يعرف تاريخ الشعب اللبناني لا يعرف شيئاً… ولن أعود الى عهد العثمانيين، ولكن بالعودة الى الحرب الأهلية التي بدأت في السبعينيات، أي بدءاً بحادثة «بوسطة عين الرمانة»، وقبل أن أقصّ عليكم ما جرى، لا بدّ من أن نتذكر صحافياً كبيراً هو الشهيد سليم اللوزي، صاحب أهم مجلة سياسية في تاريخ لبنان، أعني هنا مجلة «الحوادث».

كتب الشهيد مقالاً عنوانه «مشط ومراية» حيث تحدّث عن أنّ المسيحيين في لبنان هم في الحقيقة جماعة حضاريّون ممتازون بالعِلم في ظلّ دور الإرساليات، ودور الكنيسة، إلى الجامعات.. وهنا يجب أن نذكر الجامعة الأميركية في بيروت التي تأسّست في 3 كانون الأوّل (ديسمبر) عام 1866، ويومذاك قال: إنّ المسيحيين وبسبب خوفهم على لبنان من أن يحتلّه الفلسطينيون راحوا يتسلّحون ويستعدّون لتحرير لبنان من البندقية الفلسطينية، خصوصاً أنّ «اتفاقية القاهرة» كانت أسوأ اتفاق في التاريخ بحق اللبنانيين. إذ أوجد دولة فلسطينية داخل الدولة اللبنانية، وهذا ما لا يقبل به اللبنانيون. والحقيقة ان «أبا عمّار»، أعلن أنه سيحكم الضفّة كما حكم لبنان..

على كل حال، ماذا كان يقصد الشهيد سليم اللوزي من قوله الذي ذكرته؟

كان يقصد أن الشبّان المسيحيين الذين يحبّون الحياة، وينظرون إليها نظرة حُبّ، ويعرفون كيف يعيشون، وأنّ هدفهم أن يكونوا كالفرنسيين.. هؤلاء حملوا البندقية من أجل تحرير وطنهم.

من ناحية ثانية، هناك تجربة ثانية عندما احتلت إسرائيل لبنان وصولاً الى العاصمة بيروت عام 1982، نشأت في لبنان مقاومة لبنانية من أهل الجنوب، وشارك فيها كل الشباب اللبنانيين، وهذا حق مشروع، أي شعب يحتل أراضيه وبيوته عدو له، يقوم بعملية تحرير أرضه. وهذا ما حصل، إذ استطاعت المقاومة الوطنية أن تحرّر لبنان بعد 17 سنة من الاحتلال الاسرائيلي، حيث أعلنت إسرائيل انسحابها من الأراضي اللبنانية، أعني هنا الجنوب، بدون أي شرط أو قيد، وذلك بسبب الخسائر التي تكبّدوها جرّاء هجمات المقاومين.

على كل حال، الوضع اليوم يختلف عن ذي قبل، لكنّ إرادة الشعوب لا تتغيّر.. إذ إن اللبنانيين يقبلون بالذهاب الى السلام، وهذا ما أدّى الى اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أميركية بتاريخ 27 تشرين الثاني 2024.

ولكن السؤال الكبير: هل إسرائيل التزمت بالاتفاق؟ طبعاً كلا.

لذلك، ومنذ حوالى سنة تقريباً، وإسرائيل لا توقف اعتداءاتها على اللبنانيين، حيث قتلت أكثر من 400 مقاوم ومدني بذريعة السلاح، وهي تدّعي أنها تقضي على مخازن السلاح.

لذلك نقول للعدو الإسرائيلي: إنّ تجربتكم في لبنان لم تعلمكم شيئاً، وإنّ فائض القوّة التي حصلتم عليها بدعم من أميركا بذريعة محاربة الإرهاب، كل هذا لن يفيدكم أبداً.

وطالما نتحدّث عن السلام، نذكر الزيارة التي قام بها رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد الذي لعب دوراً كبيراً في اتفاق غزة بين أبطال «طوفان الأقصى» وبين العدو الإسرائيلي… إننا نطمح ونتمنى أن تكون زيارته الى لبنان قد أثمرت مساعدة للوصول الى اتفاق بين إسرائيل ولبنان…

aounikaaki@elshark.com