”الڤيتو” الأميركي يسقط مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو لوقف النار ورفع القيود عن مساعدات غزة

نتنياهو: ”النقض” يؤكد أنّ لا فرق بين أميركا وإسرائيل

أطاحت الولايات المتحدة بمشروع قرار بشأن غزة تقدمت به الدول العشر المنتخبة في مجلس الأمن، بعد أن استخدمت مندوبتها، دوروثي شيا، حق النقض (الفيتو)، رغم حصول المشروع على 14 صوتا مؤيدا.

وكان مشروع القرار يدعو إلى الرفع الفوري وغير المشروط لجميع القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كما تضمن دعوة إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن دون قيد أو شرط، وضمان إيصال المساعدات دون عوائق.

وألقى منسق مجموعة الدول العشر المنتخبة، سفير سلوفينيا صاموئيل زبوغار، كلمة باسم الدول الراعية للمشروع قبيل التصويت، أكد فيها أن النص خضع لمناقشات مع جميع الأعضاء، وأنه متوازن في مضمونه.

وبعده، تحدثت شيا مبررة استخدام بلادها للفيتو، مشيرة إلى أن مشروع القرار “يفشل في إدانة حركة حماس أو مطالبتها بتسليم سلاحها والخروج من غزة”. وأضافت أن المجلس لم يدن حتى الآن حركة حماس ولم يصنفها كـ”منظمة إرهابية”، مؤكدة أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، وأنها لا يمكن أن تشعر بالأمان طالما أن حماس لا تزال في غزة وتتعهد بتكرار هجوم 7 تشرين الأول.

كما أشارت شيا إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل حاليا على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بالتعاون مع دولة قطر.

وفي خطاب مشحون، قال السفير الجزائري عمار بن جامع  أن “إسرائيل لا تخشى العدالة لأنها دائمًا محمية”، قائلًا: “الضحايا يُدفنون بلا أسماء، ولا عناوين رئيسية، ولا حساب، ولا محاسبة. حيث لا يُسعى إلى العدالة ولا يُتوقع تحقيقها”. وقال: “كي لا يصبح قتل الأطفال مجرد هواية، على المجلس أن يتحرك لفرض وقف إطلاق النار. وختم بالقول: “الجزائر لن تتخلى عن فلسطين. سنعود إلى هذا المجلس مرارًا وتكرارًا… سنعود من أجل الأطفال، من أجل النساء، من أجل الجائعين، من أجل الكرامة. لسنا متعبين، لسنا مستسلمين… سنعود، وقريبًا”.

سفير سلوفينيا ومنسق مجموعة الدول العشر، صامويل زبوغار، قال إن تصويت بلاده لصالح القرار جاء بعد أن “زاد عدد الإحاطات التي قدمها المسؤولون الدوليون في هذه القاعة، وزادت معها مشاعر الحزن والأسى”.

وأضاف: “لم يبق لنا سوى الرماد والأسى”.

سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، اعتبر أن التصويت على مشروع القرار “رسالة واضحة من غالبية دول العالم الرافضة لمسلسل المجازر والتجويع”.

واتهم منصور إسرائيل بـ”التمادي في ارتكاب الفظائع وانتهاك القانون الدولي”، قائلًا: “إسرائيل تصرّ على تجويع مليوني إنسان. إنها تنتهك أوامر محكمة العدل الدولية، وقرارات مجلس الأمن، والمبادئ الإنسانية الأساسية”. وسأل بغضب: “ألا يستطيع المجلس قول شيء عن كل هذه الجرائم؟”.

واستنكرت حركة حماس استخدام واشنطن الفيتو ما يجسد انحيازها الاعمى لحكومة الاحتلال الفاشية ويدعم جرائمها ضد الانسانية التي ترتكبها في قطاع غزة.

في المقابل، وجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الشكر للولايات المتحدة لانها ”أظهرت لأعدائنا مجددا انه لا فرق بيننا”، داعيا ما اسماه العالم المتحضر للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن بشكل فوري وغير مشروط.