قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن المواكبة والتغطية المكثفة للإبادة الجماعية في غزة على مواقع التواصل الاجتماعي، تسببت في تغيير الرأي العام الأميركي بشأن الحرب، حيث أظهر استطلاع للرأي تفوق نسبة المؤيدين لفلسطين على المنحازين لإسرائيل للمرة الأولى منذ بدء الحرب قبل نحو عامين.ووجد الاستطلاع الذي أجرته الصحيفة وجامعة سيينا هذا الأسبوع، تفوق أعداد المتعاطفين الأميركيين مع غزة على المنحازين لإسرائيل لأول مرة منذ أن بدأت الصحيفة في سؤال الناخبين عن تعاطفهم في عام 1998.
وبيّن أن تزايد الرفض للحرب على غزة كان مدفوعا بانخفاض حاد في الدعم من الناخبين الديمقراطيين، في حين استمر الناخبون الجمهوريون في دعم إسرائيل إلى حد كبير.
وأعرب 34٪ من الأميركيين عن تعاطف مع إسرائيل و35٪ مع الفلسطينيين، في حين قال 31٪ إنهم غير متأكدين أو يدعمون كلا الطرفين على حد سواء، بحسب الاستطلاع.
كما عارضت غالبية الناخبين الأميركيين إرسال مساعدات اقتصادية وعسكرية إضافية إلى إسرائيل، وأظهر الاستطلاع أن ما يقرب من 7 من كل 10 ناخبين دون سن الـ30 عاما يعارضون هذه المساعدات، بغض النظر عن انتمائهم الحزبي.
وترى الصحيفة أن ثمة عوامل عديدة تفسر هذا التغيير، لكن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا في ذلك، مستندة إلى خبراء قالوا إن الحرب بين إسرائيل وغزة تم نقاشها على نطاق واسع في المجتمعات عبر الإنترنت.
وكشفت الصحيفة الأميركية عن إطلاق إسرائيل حملات مكثفة تركز على كسب تأييد المشرعين السود والديمقراطيين إلى جانبها باستخدام حسابات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل الدفاع عن المواقف المؤيدة لإسرائيل. وأظهرت استطلاعات نيويورك تايمز في الأشهر الأولى من الحرب، أن الرأي العام الأميركي كان مؤيدا لإسرائيل بشكل عام، حيث أيد 47٪ الإسرائيليين و20٪ الفلسطينيين.
وقالت إن الغزيين منذ ذلك الحين رووا عبر إنستغرام و”تيك توك”، قصصهم في الحرب، كما نشر مصورون صحفيون في غزة صورا ومقاطع فيديو تظهر آثار الغارات الإسرائيلية، وتحظى هاتان المنصتان بانتشار كبير بين الشبان الأميركيين، الذين كانوا الأكثر معارضة لتقديم مساعدات اقتصادية أو عسكرية إضافية لإسرائيل.
وبحسب الاستطلاع اتهم بعض المشرعين الإسرائيليين والأميركيين “تيك توك” بالترويج المتعمد للمحتوى المؤيد للفلسطينيين، في حين نفى تطبيق الفيديو هذه الادعاءات.
واجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع مؤثرين أميركيين الأسبوع الماضي، للحديث عن قوة وسائل التواصل الاجتماعي في الحرب، واصفا منصات التواصل بأنها “أهم سلاح” تمتلكه إسرائيل “لضمان قاعدة الدعم في الولايات المتحدة”.