أقر عسكريون إسرائيليون يقاتلون في جنوب قطاع غزة بأن حركة حماس لا تزال صامدة وتحتفظ بقدراتها، رغم الإبادة المستمرة والمفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.وفي تقرير بثته “القناة الـ12” الإسرائيلية، الجمعة، تحت عنوان “القتال لا يتوقف.. وحماس لا تستسلم”، قالت المراسلة سابير ليبكين إن “الواقع الميداني بعيد عن أي أجواء وقف إطلاق نار قريب”، مضيفة أنه “بينما تتقدم مفاوضات الدوحة، يستمر إطلاق النار في غزة بلا تباطؤ، والعدو (حماس) ليس هشا”.
ونقلت القناة عن الملازم ” أ”، قائد سرية مشاة في الفرقة 71، قوله: “فوجئت بشدة القتال. كنت متأكدا أنني سأرى مزيدا من البيوت المدمرة، لكن غزة ما زالت صامدة”. وأضاف: “إذا كان البعض يظن أن جميع المنازل قد انهارت وأن الجيش الإسرائيلي بات يسيطر على غزة بالكامل، فنحن لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، وإلى أن يُعلن وقف إطلاق النار، سنواصل القتال والتدمير حتى آخر يوم”.
وأكدت القناة الإسرائيلية أن الصورة التي ترتسم في الميدان “مقلقة”، مبينة أنها “تكشف عن قدرات متجددة لحركة حماس التي لا تزال، رغم الضربات، قادرة على استعادة عافيتها وإعادة تنظيم صفوفها”.
وأضاف الملازم ” أ” من جيش الاحتلال أن “العدو ليس ساذجا، إنه يدرسنا كل يوم، ويراقبنا، ويفحصنا”، وتابع “حسب معلوماتنا الاستخبارية، هم يرصدون كل خطوة نخطوها، ويفهمون أنماط عمل الجيش”، مشيرا إلى أنهم بدورهم “يتعلمون كيف يبدلون أساليبهم ويبلغون أقصى قدر ممكن من القوة”.
ورغم مرور 21 شهرا على الحرب التي تعهدت فيها تل أبيب بالقضاء على قدرات حماس، فإن الحركة ومعها فصائل فلسطينية لا تزال تنشط في معظم محاور غزة، وهو ما تسبب في انتقادات متزايدة للحكومة الإسرائيلية وانقسامات داخل المؤسسة العسكرية بشأن إدارة الحرب. وامس الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قائد مجموعة بلواء غولاني في خان يونس جنوبي قطاع غزة، مما يرفع عدد قتلاه منذ بدء الحرب إلى 890 قتيلا، منهم 448 خلال العمليات برية التي بدأت في 27 تشرين الأول 2023. ونقلت القناة الـ12 عن الملازم “أ” قوله إن “خان يونس بمنزلة المركز العصبي لحماس، ويعلم عناصرها تماما ماذا يحمون هناك: البنية التحتية، والأسلحة، وربما أيضا الأسرى بغزة. ندرك ببساطة أن الأماكن التي تتم حمايتها بشدة، هي الأكثر أهمية لهم”.
ومضى قائلا: “لم تعد خان يونس مجرد هدف عملياتي بالنسبة إلينا، بل تحولت إلى ساحة معقدة متعددة المستويات، حيث يمكن أن يخفي كل شارع، وكل مدرسة، وحتى فتحات المجاري، خطوط أنفاق أو مراكز مقاومة”.