حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – ويلٌ لإيران… إذا وويلٌ لها… إذا

وقعت الواقعة… وأنهى ترامب خدعة التردد، ودخل بقنابله الثقيلة الحرب ضد إيران.
والآن هل زال الخطر، أم مازال يلف المنطقة، كما لو أنه لفّافة تبغ تحترق في الفم الإسرائيلي الشره والمدمن على نفخ الحرائق؟.
لقد أشعلت إسرائيل المنطقة بثلاثة حرائق كبرى ومستمرة بغياب إطفائيات العالم وأممه المتحدة.
لاشك أن أكبرها جغرافياً وأسوأها نتيجة، يتمثل في حرب فضائية حدودها بلا حدود… تحدها، من فوق وتحت ومن الجهات الأربع، الرياح والغيوم على طول ألف وخمسمئة كيلو متر من الفراغ.
في حرب فراغية كهذه، يصح القول:
ويل لإيران إذا صمتت عن مذبحتها النووية… لأنه صمت سيؤدي، حتماً وحكما، إلى السقوط شعبياً.
وويلٌ لإيران إذا قرّرت مواجهة أميركا وجيوشها الجبارة، بصواريخ صوتية.
فإن هذه المواجهة ستؤدي أيضاً، وحتماً وحكماً، إلى السقوط عسكرياً.
إذاً للصمت والمواجهة نهاية واحدة… هي النهاية.
نظام الخامنئي يدرك اليوم جيداً أن عصر تغطية الرجولة باستعراض “المراجل” قد ولّى… وأن الاستسلام لن يترك لنظام الملالي سوى بقايا من شعبية سادت ذات يوم داخل إيران وخارجها.
لكن هل يعقل لعاقل أن يعد نفسه بالانتصار على أميركا، التي تملك جيوشاً، لم يعرفها التاريخ، وقد لا يعرفها في الآتيات من الأزمنة.
لكن… وكما قال تعالى “وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم “… وأيضاً كما قال قدماء العرب “رب ضارة نافعة”… وفي ضوء القولين قد يكون لكراهية ترامب وضرره خير ونفع لإيران. وقد كان.
فجأة تحول ترامب إيرانياً من عدو لدود إلى صديق ودود.
إلا أن هذه الصداقة سرعان ما لفظت أنفاسها، فور أن كشف الأميركيون فضيحة الاستئذان الإيراني بقصف مسرحي لقاعدة العديد الأميركية في قطر.
هذا الكشف الأميركي أدّى إلى انكشاف فشل مسرح الانتفام الإيراني.
كان من الطبيعي أن يغادر الجمهور مقاعده بصمت وغضب٠
لا إعجاب، لاتصفيق، فالفضيحة بـ “جلاجل”.
لقد ابتلي نظام الملالي… فسرّ صواريخه “الفشنك”، على قاعدة العديد، لم يكن في بئر أميركية عميقة. مما استدعى قطع “يوم العسل” والعودة إلى يوم الخوف من جماهير ماعاد يمكن تزعمها بمزاعم النصر الإلهي… فالله جل جلاله، ليس قائداً في الحرس الثوري، ولا مقاتلاً في فيلق القدس.
المنطقة اذاً مازالت تغلي بمبالغتي ترامب وخامنئي.
الأول يؤكد أنه سحق مفاعلات إيران النووية… والثاني يؤكد أن مفاعلاته مازالت فاعلة.
وما على المنطقة بين المبالغتين إلا الانتظار لمعرفة من سيعيدها إلى حرب عائدة لامحالة… خصوصاً مع استحالة العودة إلى المفاوضات… فلماذا تفاوض أميركا إيران وترامب يجزم أنه طرد النووي إلى الأبد من الحلم الفارسي؟.
ولماذا يذهب الإيراني إلى المفاوضات إذا كانت ستتابع التخصيب من غير “نق” أميركي وتهديد إسرائيلي؟.
ولماذا المفاوضات طالما أن النصر الإلهي لا يحتاج إلا لأمر إلهي “كن فيكون”؟.
أمرٌ يأمر به الله… لا الخامنئي.