حديث الاثنين_سكون قبل العاصفة المعالجة بالأوهام

بقلم وليد الحسيني
لأنها الأيام الأخطر في تاريخ لبنان… نحتاج إلى حكمة توازن بين قرارات لا تتراجع وإلى تنفيذ لا يركع.
لبنان الآن أمام ثلاث سيناريوهات قاتلة… فإما أن تمر صواريخ إسرائيل في بيوتنا وبلداتنا، ويمر معها الزمان المفتوح وفق ما يشتهي نتنياهو. وفي هذا السيناريو سيقتصر دورنا على إحصاء أعداد الصواريخ وأعداد أيامها التي يحددها المزاج الإسرائيلي.
وهنا لا نجد أمامنا سوى المعالجة بأوهام الضغط الأميركي المستحيل.
السيناريو الثاني، وقد يكون الأكثر دموية ودماراً، فيتمثل في حصر سلاح حزب الله بحزب الله، حتى لو كان الثمن حرباً أهلية، مازالت بقايا سابقتها تعيش معنا. ويميز هذا السيناريو أنه من بطولة نواف سلام، الرئيس الحديدي، وفي مواجهة حزب الله بطل سلاح السماء.
البطلان يزعمان تجنب الحرب الأهلية، ويصران على مواقفهما المتشددة.
حزب الله يدرج سلاحه العنيد في حماية الله ونصره القريب… والدولة تسند تنفيذ قراراتها الحديدية على وحدة جيشها… أي أن الفريقين يراهنان على الأوهام… فلا الله سيرسل طيور سجيل لإسقاط طائرات العدو… وعلى الدولة أن تأخذ من ماضي الحرب الأهلية أن العقيدة المذهبية أقوى بمرات من العقيدة العسكرية.
حتى من ضربه الزهايمر يتذكر ماذا حصل للجيش يوم زُج به في الحرب الأهلية.
العسكري الشيعي التحق بميليشيا اللّواء السادس الشيعي… وبعض عسكر السنة واليسار انضم إلى ميليشيا جيش لبنان العربي، وجلس الباقي في بيته ينتظر.
أما العسكري المسيحي فقد توزع بين ميلشيا جيش سعد حداد المُتصهين، وبين ميلشيا جيش ميشال عون المتورط بحربيْ التحرير والإلغاء.
وفي مواجهة وعي كوارث هذا السيناريو تخرج القرارات الحديدية من دائرة حلول الأوهام لتجد الدولة نفسها بين خيارين: الفشل مع غرق في الدم والدمار… أو التراجع عن القرارات الصلبة والصعبة… وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.
يبقى سيناريو السنوات العجاف، وهو آت وإن طال السفر.
سينسى العالم أن كنا أو لن نكون، إنما سيكون تجاهلنا إعماراً… وحضورنا حصاراً وإفلاسنا اقتصاداً وإصلاحاً.
والمخيف أن يترافق سيناريو نسيان لبنان دولياً بسيناريو الدم إسرائيلياً.
استبقوا الأوهام واستفيقوا وابحثوا عن حلول تحمل الأمل لا المزيد من الألم.
وليد الحسيني