عشية الجلسة المقررة لمجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل في القصر الجمهوري، لعرض ومناقشة الخطة التطبيقية لحصر السلاح بيد الدولة التي كُلِف الجيش بوضعها، بدت المساعي المبذولة للتوصل الى مخرج يجنّب الحكومة كأس الانقسام، وربما ما هو أسوأ، في سباق محموم مع الوقت. فيما برزت معلومات عن مسعى يضطلع به رئيس مجلس النواب نبيه بري للتوصل الى مخرج وسلوك الوضع درباً تسووياً يحيّد البلاد عن حقل الغام الانقسام الداخلي الخطير، وسط ترقب لزيارة قد يقوم بها بري الى بعبدا.
فغداة كلمة بري التي دعا فيها الى حوار حول مصير السلاح، والذي سبق وحسمه مجلس الوزراء في 5 و7 آب، تتجه الانظار الى الجلسة الحكومية، شكلا ومضمونا، والى من سيحضرها ومن سيقاطعها وما سيصدر عنها.
عون– سلام
تحضيرا للجلسة العتيدة، عرض رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام خلال اجتماع عقد في قصر بعبدا امس الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الاخيرة. واطلع الرئيس سلام رئيس الجمهورية على نتائج زيارته الى جمهورية مصر العربية والمباحثات التي اجراها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمسؤولين المصريين الذين التقاهم. وتطرق الرئيسان عون وسلام الى موضوع التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) واجواء جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الجمعة المقبل.
بري مرن
ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الذي قال: لمست أن الرئيس بري منفتح ومرن، ولكن في الوقت نفسه هو حريص على لبنان وكرامة لبنان وعلى طريقة معالجة الامور والأزمات، وأن التحدي لا يوصل الى نتيجة، وهذا أيضاً سمعته من الرئيس بري بالتفاهم والهدوء نصل الى النتيجة التي فيها مصلحة لبنان بالدرجة الاولى.
جابر يحضر
في غضون ذلك، أكد وزير المال ياسين جابر أنه “سيشارك في جلسة الحكومة الجمعة لإقرار خطة نزع السلاح”.
مواقف الوزراء
ايضا، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد التي قالت بعد اللقاء “تحدثنا عن الوضع في البلد، وأهمية بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية وان شاء الله هذا الأسبوع سيكون هناك تفاهم بين كل الأطراف قبل الجلسة يوم الجمعة وفي الجلسة”. بدوره، أوضح وزير الزراعة نزار هاني في حديث اذاعي أن “سبب تأجيل جلسة مجلس الوزراء الأولى للبحث في خطة الجيش لنزع السلاح تقني فقط، اذ استمهل الجيش بضعة أيام لكون الموضوع مهم وأساسي”.
الطرح متأخر
في المواقف ايضا، كتب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني على منصة “إكس”: دولة الرئيس نبيه بري طرحك جاء متأخراً. إنّ مصير سلاح حزب الله قد بُتّ حيث يجب أن يُبتّ، في أرفع سلطة شرعية في لبنان، أي سلطة مجلس الوزراء مجتمعا في حضور رئيسي الجمهورية والحكومة، في 5 و7 آب الماضيَين تنفيذاً لاتفاق الطائف والدستور وخطاب القسم والبيان الوزاري والقرارات الدولية والاتفاق الذي فاوضت عليه وقبلت به، وبعد عشرين عاماً من الحوار المستفيض حول هذا السلاح.