الشرق – تيريز القسيس صعب
تقدمت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج كل الاحداث في المنطقة وباتت مدار متابعة وترقب من قبل المحللين الغربيين والعرب، خصوصا وان ما اعلنه الرئيس الاميركي في ألرياض عن قرار رفع العقوبات الاميركية عن سوريا احدث مفاجاة ليس فقط في الوسط السياسي والدولي إنما ايضا كان مدار ترحيب ايجابي من قبل اغلبية القادة العرب.
وبرأي ديبلوماسي عربي مخضرم فان هذه الزيارة هي اكثر من محطة ديبلوماسية، بل هي محاولة لإعادة بناء علاقة كانت وما زالت حيوية بين المملكة واميركا، والتي تعكس رغبة الطرفيين في العودة إلى شراكة أكثر تعاونًا واستقرارًا، تقوم على أهداف استراتيجية مشتركة.
ويرى الديبلوماسي الذي يشغل منصبا مهما في واشنطن ان قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا جاء بناء لرغبة سعودية وفرنسية عمل الجانبان على تحقيقها عبر اتصالات مكثفة اجرياها مع المراجع الاميركية والسورية والتي افضت الى القرار الأميركي الاخير حول سوريا.
وتعتبر الزيارة «التاريخية» كما وصفها المصدر، انها رسالة واضحة الى كل اللاعبيين الدوليين في المنطقة ان المملكة السعودية قادرة على لعب دور فعال ورئيسي في الشرق الاوسط، ليس فقط في المجال الاقتصادي بل أيضا على المستوى الدولي والاقليمي.
وهي تريد اظهار نفسها انها قادرة على الحفاظ على مظلة أمنية قوية بدعم أميركي، بغض النظر عن السياسات الحالية للإدارة الاميركية.
واشار المصدر لـ»الشرق» إلى أن زيارة ترامب الى الرياض، بغض النظر عن نتائجها الاقتصادية من توقيع اتقاقيات استراتيجية بين البلدين، يمكن ان يكون لها تداعيات واسعة وايجابية على عدد كبير من دول المنطقة لاسيما على سوريا، لبنان، وقطاع عزة.
تعود العلاقات الاميركية السعودية لأكثر من ثمانية عقود، وقد شهدت مطبات خلال فترة الرئيسيين الاميركيين السابقيين باراك اوباما وجو بايدن. وهذه العلاقات تقوم على المصالح المشتركة مثل الطاقة والأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي.
وكانت العلاقة وثيقة بشكل خاص وخلال فترة حكم ترامب الاولى، ومثمرة جدا لاسيما وان المملكة وقعت صفقات للاسلحة، والتعاون لمكافحة الإرهاب…
اما على المستوى الداخلي اللبناني، فقد اعتبر المرجع الديبلوماسي ان ولي العهد الملك بن سلمان والرئيس ترامب اشارا بشكل واضح إلى دعمهما الثابت للبنان والعهد الجديد، مشددين على أنها الفرصة «الفريدة والتاريخية» لاصلاح ذاته وعودته إلى الحضن العربي والدولي.
واعتبر أن الحل في لبنان مؤكد انه مرتبط مباشرة بتقدم الحوار الاميركي الايراني المستمر، والذي لم تتضح معالمه بعد.
لكن من الواضح ان اي تقدم ملموس او اشارات متقدمة قد تنعكس على بلاد الارز، وتسهل أمور التفاوض على تطبيق كافة القرارات الدولية المتعلقة بلبنان لاسيما الاتفاق الأميركي الفرنسي الاخير.