شارك رئيس الاتحاد البترولي وليد عليق في أعمال المؤتمر العالمي الرابع للاتحاد الدولي للصناعات في مدينة سيدني – أوستراليا تحت شعار “تنظيم من أجل مستقبل عادل”، وعرض في كلمته رؤية العمّال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حول العدالة الاجتماعية والتحوّل العادل.
وقال: “من لبنان بلد الأرز والصمود، البلد الذي عرف الحروب، لكن عماله لم يعرفوا الانكسار. إن قضية فلسطين والجرائم والإبادة والتجويع والاعتداءات على لبنان، من دمار وحرب المسيّرات، تبقى في وجدان كل شريف. هذه الجرائم ندينها بكل شدة”.
أضاف:”وجودنا اليوم في سيدني ليس مناسبة شكلية، بل شهادة حية أن صوت العمال لا يعترف بالحدود، وأن التضامن الأممي لا تفرّقه اللغات ولا تضعفه المسافات. نعيش زمن تحوّل شامل. تحوّل في الطاقة والاقتصاد والتكنولوجيا. لكن هذه التحولات لا تمر على الجميع بالقدر نفسه. في منطقتنا، حيث تتقاطع الأزمات السياسية والاقتصادية، ويُثقل كاهل الشعوب الفقر والنزوح والحروب، كان العمال – وما زالوا – أول من يدفع الثمن، وآخر من تُسمَع كلمته. من هنا، نؤكّد أن السلام العادل والعدالة الاجتماعية ليسا رفاهًا أو ترفًا، بل شرطان أساسيان لأيّ مستقبل للعمل. فلا إبداع في ظلّ الخوف، ولا إنتاج في ظلّ القصف، ولا كرامة دون استقرار. في قلب التحوّل الطاقي العالمي نحن لا نخشَى التغيير لكننا نطالب أن يكون التحوّل عادلًا، لا انتقاليًا فحسب”.
تابع: “نحن نواجه تحديات حقيقية: التشرذم التنظيمي، ضعف الأمان الاجتماعي استغلال بعض الشركات للثغرات القانونية. ولهذا نحتاج إلى تجديد أدوات التنظيم بما يتناسب مع عالم العمل الرقمي، تشريعات حازمة تكفل حقوق جميع العمال، أيًّا كانت طبيعة عقودهم، تثقيف عمّالي جماعي يعيد بناء وعي جديد بالحقوق والوسائل الدفاعية، ولا مستقبل للنقابات إن لم تحتضن الشباب والنساء. يجب أن نكسر التمييز في مواقع القرار، ونترجم أقوالنا هياكل تمثيلية عادلة”.
ختم: “من سيدني إلى العالم رغم كلّ الجدران والأسلاك والحروب، نبقى مؤمنين بأن صوت العامل أقوى من الرصاص، وأن الكرامة لا تُجزّأ ولا تُؤجل. نرفع صوتنا معًا من أجل سلام عادل وتحوّل طاقي عادل وعدالة اجتماعية شاملة”.