بين ليلة وضحاها وبسحر ساحر، هو الرئيس الاميركي دونالد ترامب، انتهت الحرب الاسرائيلية- الايرانية بعد 12 يوماً على اندلاعها. حرب تفاوتت فيها نسب الربح والخسارة، مع الاقرار بأن ايران كانت الخاسر الاكبر والولايات المتحدة الرابح الاكبر فيما حققت اسرائيل اهدافها ولكن بثمن باهظ .
اثبت ترامب للعالم تفوق بلاده عسكريا ، باستعراض القوة الذي نفذته قواه الجوية باستهداف ثلاث منشآت نووية ايرانية، ودبلوماسياً بتمكنه من لجم تدهور كاد العالم ينزلق معه الى حرب عالمية عبر فرض اتفاق وقف النار على ايران المُنهكة بسلسلة ضربات افقدتها كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين ودمرت منشآتها النووية جزئيا او كلياً وبناها التحتية العسكرية ومقتل وجرح المئات من الايرانيين، وعلى اسرائيل التي تلقت اقوى الضربات الصاروخية من ايران ما ادى الى دمار في عدد من المناطق وسقوط قتلى وجرحى وتعطيل عجلة الاقتصاد في البلاد، وهو ما لم يعتد عليه الكيان.
حوار الداخل
وسط هذه الاجواء الايجابية التي وضعت حدا لـ12 يوما من التصعيد والتوتر في الشرق الاوسط، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” ان وقف النار من شانه ان ينعكس ايجابا على لبنان الذي نأى بنفسه عن المواجهات كما اكد الرئيس نبيه بري، بحيث ستنطلق عجلة الحوار حول سلاح حزب الله للوصول الى التفاهم المطلوب، متوقعة عودة المفاوضات حول الملف النووي بين واشنطن وطهران الاسبوع المقبل.
في قطر
في هذا الوقت، زار رئيس الحكومة نواف سلام قطر. وقد استُقبل الرئيس سلام والوفد المرافق في الديوان الأميري من قِبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، حيث عُقد اجتماع موسّع عقبه لقاء ثنائي بين الأمير والرئيس. وعبّر الجانبان خلال اللقاء عن ترحيبهما بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مع التأكيد على أهمية أن ينعكس هذا التطور إيجابا على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج خصوصا بعد الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر والذي أدانه الرئيس سلام بشدة معرباً عن تضامنه الكامل مع قطر دولة شعباً. بعدها، عقد مؤتمر صحافي مشترك للرئيس سلام ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وقال سلام “اليوم وخلال مباحثاتنا، تم الاتفاق على الاستمرار في التشاور بهدف التوصل إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز .كما اننا نامل ان تستقر الامور في المنطقة وان يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم الى لبنان ، ونحن نامل ان يكون لدينا موسم اصطياف واعد، كما اطلعت سمو الامير ورئيس مجلس الوزراء على ما قمنا به في الاشهر الماضية في لبنان، ان كان في مجال الاصلاح حيث يتم التركيز عليه مع مشاريع القوانين التي تقدمنا بها، والخطوات لاعادة تشكيل الادارة على أسس الشفافية والتنافسية، والمشاريع التي أعددناها والمتعلقة باستقلالية القضاء مما يساهم في جذب الاستثمارات ، كما ان هناك مسارا آخر نعمل عليه، وهو بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية كما نص عليه اتفاق الطائف ، ولكن الأساس يبقى أن لا استقرار حقيقيا يمكن أن يتحقق في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، والمعروفة بالنقاط الخمس. وكما في كل اتصالاتي السابقة مع دولة الرئيس، طلبنا مجددًا دعمه، إلى جانب أطراف المجتمع الدولي”. اما في ما يتعلق بحزب الله فنحن والحمدلله، تمكنا بالتعاون جميعا في لبنان في الأسبوعين الأخيرين من منع جر لبنان الى حرب جديده بأي شكل من الاشكال في النزاع الإقليمي الذي كان دائرا ،واليوم بعدما توقفت العمليات العسكرية، فنحن نتطلع الى صفحة جديدة من العمل الدبلوماسي مثلما عبر عنه دولة الرئيس.
جعجع في القصر
في الداخل، عقد لقاء بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في القصر الرئاسي في بعبدا. وتحدث جعجع بعد اللقاء معلنا ان “التواصل لم يتوقف مع الرئيس عون قبل وبعد إنتخابه”، وقال: “بحثنا في الأوضاع الأخيرة وأجرينا تقييما خصوصا للقرارات المطلوبة داخليا بعد ما حدث وكان التوافق مئة في المئة”.
وأكد “ان الرئيس عون لديه كل النية والتصميم لقيام دولة فعلية في لبنان” وقد حصل تقدم كبير في هذا الخصوص”. وقال: “لم نوجه أي رسالة للرئيس عون بل نتواصل معه ونتباحث في المواضيع”.
ولفت جعجع الى ان مبدأ الحوار نحن دائما معه كلنا، وما من احد ضد مبدأ الحوار. وعلى الناس ان يتكلموا جيمعا مع بعضهم البعض، على ان يكون الأمر محدودا بالوقت. واتصور ان الوقت قد حان، ليس بسبب الأحداث في المنطقة. هذه الأحداث أتت لتعزز القناعة ان الوقت حان. وهو حان على مختلف الجهات. لقد حان الوقت لأن تقوم دولة فعلية في لبنان، وهي مصلحة كل اللبنانيين قبل ان تكون مطلبا خارجيا”. وردا على سؤال، قال جعجع: “كانت هناك وضعية شاذة في المنطقة بدءا من اليمن ووصولا إلى لبنان، ولم يكن ممكنا أن يستمر ذلك. وأعتقد أننا سنصل إلى تفاهم أميركي إيراني جدي تبعا لما يتلاءم مع نظرتنا للأمور ومع مصالح لبنان العليا”. وشدد على ان “لقيام دولة في لبنان يجب أن يكون لدينا جيش واحد وقرار السلم والحرب بيد الحكومة والدولة هي من تتخذ القرار”. وردا على سؤال ، قال جعجع: “لم ألمس “أي نفس فساد” في العهد منذ 5 أشهر”.