تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تطورات موقف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من مواصلة العمليات العسكرية في قطاع غزة، حيث كشفت عن تحفظ واضح من قبل رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير على الاستمرار في هذه العمليات.
وأفاد مراسل الشؤون العسكرية في “القناة 13” أور هيلر، أن زامير وجه رسالة علنية مباشرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، أثناء زيارة نتنياهو لسلاح البحرية في حيفا، حيث ردد عبارة “صفقة الآن.. صفقة أسرى الآن”.
وأبرزت القناة الإسرائيلية 13 تصريحات لرئيس الأركان يؤكد فيها وجود صفقة على الطاولة تحتاج للموافقة عليها، مشيرا إلى أن “الجيش وفر الظروف لصفقة أسرى، و “مخربي حماس قد يقومون بقتل الأسرى أو الانتحار معهم”.
ووضح المراسل هيلر أن رئيس الأركان يدعو نتنياهو للموافقة على مقترح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإبرام صفقة ولو كانت جزئية، لإطلاق سراح 10 من الأسرى الأحياء من قبضة الحركة، مؤكدا أن الجيش أدى مهمته من خلال عملية “عربات جدعون” في استهداف حماس.
وفي السياق ذاته، انتقد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق غيورا آيلاند المهمة المكلف بها الجيش، واصفا إياها بأنها “كلمات مضللة” لأن “الهدف غير واضح، وإن كان واضحا لأحد فهو غير قابل للتحقيق”.
وأشار آيلاند إلى أنه يمكنه تقديم محاضرة مدتها ساعة حول “نشوء فجوة غير معقولة بين الأهداف التي كانت في أوهام القادة وعجزهم عن تحقيقها، وهذا ما أدى إلى أعظم الكوارث في التاريخ”.
وعزز الخبير الأمني موقف رئيس الأركان بتحذيره من أن احتلال غزة لن يؤدي إلى انهيار حكم حماس، مؤكدا أن “انهيار حماس ليس مرتبطا بالأرض التي تتواجد عليها حاليا”.ووصف عملية الدخول إلى مدينة بها مليون نسمة بأنها ستكون “مصيدة موت” كما أشار رئيس الأركان.
وفي مقابل هذا الإجماع العسكري والأمني، كشفت القناة الإسرائيلية 12 عن نقاش عاصف دار مؤخرا حول شكل العملية في غزة، تخللته مواجهة مباشرة بين المستوى السياسي ورئيس الأركان مع الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
وأوضح مراسل الشؤون السياسية في “القناة 12” يارون إبراهام، أن النقاش احتدم عندما تناول المستوى السياسي والعسكري شكل العملية العسكرية لاحتلال غزة.
وقد أثار زامير تساؤلات حول التوقيت والتحديات، مشيرا إلى عدم معرفة الوقت المطلوب لإجلاء السكان، ومدى تعاونهم، والوسائل التي ستستخدم، معتبرا من الصعب تحديد جدول زمني دقيق. وردّ الوزير سموتريتش بحدة مطالبا بمهمة قصيرة تتضمن حصار السكان ومنع الماء والكهرباء عنهم “فليموتوا جوعا أو ليستسلموا”. فيما تساءل الوزير بن غفير عما إذا كان هناك خوف من المدعية العسكرية العامة.