سلاح المقاومة لا «بيقدّم ولا بيأخّر»!!

كتب عوني الكعكي:

كثر الحديث عن سلاح المقاومة، فلا يمر يوم إلاّ وهناك مسؤول كبير أو صغير في الحزب يصرّح بأنّ المقاومة لن تسلّم سلاحها.

كلام جيّد، ولكنه غير واقعي لأسباب بسيطة وعديدة:

أولاً: هل يملك الحزب طائرات عسكرية كالطائرات التي يملكها جيش العدو الإسرائيلي.. وأعني هنا F-15 و F-16 و F-35 وميراج وغيرها؟.. طبعاً الجواب: كلا.

ثانياً: ماذا عن الصواريخ؟ ولماذا كان استعمال الصواريخ في حرب مساندة غزة 2023 خجولاً؟ وبالفعل بينما كانت الصواريخ الإسرائيلية تسرح وتمرح في سماء لبنان، وقد صرّح أحد المسؤولين في الحزب، أنّ الـcode مع جماعة الحرس الثوري؟

ثالثاً: ماذا عن المسيّرات لا تفارق سماء لبنان؟ والأنكى أنه حتى منذ يوم اتفاق وقف إطلاق النار لم تغادر هذه المسيّرات سماء لبنان. والأخطر أن فوق الـ500 عنصر من خيرة شباب الحزب تم اصطيادهم وهم في سياراتهم، نذكّر بالذي أطلقت عليه إحدى المسيّرات الإسرائيلية صاروخاً في الكحالة فقتل على الفور وإلى جانبه زوجته وابنه.. هذا الشهيد لم يكن في لبنان بل كان في اليمن… وكان قد وصل الى بيروت قبل يوم من اغتياله…

رابعاً: شهيد فلسطين القائد حسن نصرالله، بعد عملية «البيجر» قال: «إنّ إسرائيل متفوّقة علينا تكنولوجياً، ولا يمكننا أن نصل الى مستواها… وعلينا إعادة النظر بكل شيء».

باختصار، إمكانية استعمال السلاح أصبحت معدومة. لذلك هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا تحدّى الحزب قرار الحكومة بالنسبة لصخرة الروشة؟

لقد قال لي أحد الظرفاء: لو أنّ الناطق باسم الجيش الإسرائيلي مردخاي أدرعي أطل كما يطل عندما يهدّد لبنان… لو أنّه أطل وأعطى انذاراً للمحتجين حول صخرة الروشة، وقال بأنّ عليهم أن يتركوا المكان لأنّ إسرائيل سوف تدمّر المكان… بالله عليكم ماذا كان سيكون موقف الحزب… وماذا كان سيكون موقف مناصريه؟

ألم نرهم عندما يطلب أدرعي على التلفزيون ويعطي الإنذار كيف يتم الإخلاء بسرعة فائقة.

والله يا جماعة عيب أن نستجيب لإسرائيل، ونرفض إطاعة أوامر رئيس حكومتنا، القاضي الشريف نواف سلام الذي يكفيه فخراً أنه أدان إسرائيل واتهمها بالإرهاب والإبادة الجماعية في غزة، مما سمح للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إدانة بنيامين نتنياهو حيث أصبح مطارداً حتى لا يتم القبض عليه. أصبح نتنياهو يحسب مليون حساب عندما يسافر خوفاً من إلقاء القبض عليه.

يا جماعة الخير: استحوا ولن تنفعكم كل التصريحات حول عدم قبول تسليم السلاح للدولة، لأنّه لا يوجد عندكم أي خيار آخر.

أخيراً، كونوا عقلاء ولو لمرّة واحدة في حياتكم، وارحموا شعبكم الذي قدّم آلاف الشهداء، واذهبوا الى كنف الدولة، لأنه لا أحد يمكنه أن يحميكم إلاّ دولتكم بدءاً من رئيس الحكومة القاضي الشريف نواف سلام.

aounikaaki@elshark.com