سوريا ستبقى قلب العروبة النابض

كتب عوني الكعكي:

المؤامرات الإسرائيلية على سوريا لن  تتوقف، وبدء هذه المؤامرات حصل منذ تأسيس دولة العدو عام 1948 طبعاً بالمؤامرة الدولية ووعد «بلفور» والتواطؤ البريطاني منذ ذلك التاريخ والمؤامرات على سوريا لا تتوقف.

من منّا لا يتذكر الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي كاد أن يصل الى الحكم، ولكن اكتُشف أمره وتمّ إعدامه وبقيت إسرائيل تطالب برفاته.

اليوم لا تريد إسرائيل ولا يعجبها أن يكون الحكم في سوريا قوياً، بل تريده ضعيفاً.. لذلك  نراها تدمّر سلاح الطيران الذي دُفع ثمنه من مال الشعب السوري بالمليارات، وكذلك الصواريخ حيث أصبحت سوريا اليوم أضعف دولة في المنطقة.

وكل هذا لأنّ مخطط إسرائيل هو تقسيم سوريا…

والغريب العجيب في التوقيت وفي الأسباب، والهدف هو من أجل مشروع تقسيم سوريا كما ذكرنا، وإقامة دولة درزية على الحدود مع فلسطين المحتلة. هذا في جنوب سوريا.. إلى دولة علوية في الساحل السوري، ودولة كردية في شرق سوريا.

هذا المخطط التاريخي التي تسعى إليه إسرائيل تعتبره المبرّر الوحيد لوجود دولة يهودية في فلسطين.

من ناحية ثانية، فإنّ المملكة العربية السعودية وبمبادرة من ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان بعث وفداً، أعلن وزير الاستثمارات السعودي خالد الفالح من دمشق خلال الزيارة عن توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية تعادل 24 مليار ريال (حوالى 6.4 مليار دولار) في مختلف القطاعات مع سوريا الساعية للتعافي الاقتصادي بعد أعوام من النزاع.

وكان الفالح وصل الى سوريا على رأس وفد يضم أكثر من 150 ممثلاً للقطاعين الحكومي والخاص بغرض (بحث شراكات استثمارية). وشارك الوزير السعودي والوفد المرافق له في «منتدى الاستثمار السوري – السعودي 2025» في دمشق.

ومن ضمن الاتفاقيات التي أعلنها الوزير السعودي هي اتفاقية «بيت الإباء» لبناء مشروع عقاري ضخم في حمص.

الأهم هي الزيارة التي قام بها الرئيس أحمد الشرع وبدعوة من ولي عهد المملكة حيث رتب الأمير محمد بن سلمان موعداً مع الرئيس التاريخي الأميركي دونالد ترامب، وكان الاجتماع أكثر من جيّد حسب قول الرئيس ترامب.

وبالرغم من ذلك، نرى أن اليهود تدخلوا مع الإدارة الأميركية كي تبقى العقوبات على سوريا لمدة سنتين إضافية، هذا لأنّ إسرائيل لم يعجبها التقارب الأميركي – السوري خاصة بعد تدخل الأميركيين مع الأكراد من أجل ترتيب الوضع مع الدولة السورية، وبعد رفع أميركا العقوبات عن سوريا.

كذلك، تخلي «قسد» عن موضوع الكفاح المسلح، خصوصاً أن الزعيم التاريخي للأكراد عبد الله أوجلان تخلى عن فكرة الكفاح المسلح.

كل هذا جعل الإسرائيليين يتحمسون أكثر، فتدخلت المخابرات الإسرائيلية أي «الموساد» مع بعض الشخصيات الدرزية ووضعت تحت تصرفهم أموالاً طائلة من أجل تشجيعهم على إقامة دولة درزية والانفصال عن الدولة الأم.

ما جرى في السويداء لم يكن بريئاً، بل كانت مؤامرة كبيرة، من أجل إقامة فتنة بين الطائفة الدرزية وبين أهل سوريا، أي أهل السنّة… من هنا كان خوف الزعيم الوطني وليد جنبلاط ما جعله يحذّر من المؤامرة والطلب من جماعته أن لا يكونوا وقوداً للفتنة اليهودية.

يبقى أنّ تركيا التي ساعدت الرئيس أحمد الشرع على تخليص السوريين من نظام بشار الأسد، لا يمكن أن تترك إسرائيل تفعل ما تشاء… وهي هدّدت وحذّرت إسرائيل بأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي.

على كل حال، المؤامرة كبيرة، علينا أن نكون حذرين، وأن نكون الى جانب النظام السوري الجديد، ونقف مع الاستقرار والأمن في سوريا.

aounikaaki@elshark.com