شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الأميركي شريك مضارب او راعٍ محايد للتفاوض؟

من السابق لأوانه التأكيد على أن طاولة المفاوضات بين لبنان والعدو الإسرائيلي قد باتت على مرمى حجر زمني من انطلاق فاعلياتها… فنتنياهو لا يزال يعمل على دفع لبنان الى هذه الطاولة بالضغط عليه بخروقاته العدوانية المتصاعدة يوميا قتلاً ودماراً وتهجيراً، أيضاً الحؤول دون إمكان إعادة الإعمار. والهدف من هذا الضغط بالنار هو أن يكون التفاوض هدفاً في حد ذاته، وليس ما يمكن أن تسفر عنه الطاولة من نتائج.

ماذا يريد لبنان من الحوار؟ إنه لا يطلب المستحيل، فثمة مطالب منطقية وعادية تنطلق من الأوضاع القائمة والواقع الذي انتهى إليه الصراع طوال أكثر من ثمانية معظمها دموي وآخرها كارثي:

في طليعة الأهداف اللبنانية من الحوار (التي لا تستوجب عبقرية لتحديدها) الوقف الثابت لإطلاق النار في الجنوب، على قاعدة تعهد مشترك، فالجانب اللبناني التزم وقف القتال، أما الجانب الإسرائيلي العدو فيخرق الاتفاق الذي مضى على إقراره أقل من عام بقليل. وطبعاً على اساس حصر السلاح في عهدة السلطة اللبنانية وحدها دون سواها.

ثم إطلاق الأسرى اللبنانيين لدى جيش الاحتلال، وهذه النقطة بالذات لم يتوقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن إثارتها، إذ إنه طالما تناولها في مواقفه كافة ذات الصلة.

وبيت القصيد هو انسحاب الاحتلال من الأراضي اللبنانية، وفي طليعتها النقط الخمس التي يتمركز فيها، وأن يتخلى عن مطامعه ومخططاته في داخل الحدود اللبنانية.

ومن باب أولى أن يكون المفاوض اللبناني معنياً جداً قبل الاتفاق بمَن هي الجهة التي ستكون راعية المفاوضات وتكون مقبولة من الطرفَين، بالطبع الى جانب الأمم المتحدة. ولا يتوقع أحد أن تشغل أي جهة هذا الموقع سوى الولايات المتحدة الأميركية. معلوم أن واشنطن مقبولة من جانبَي طاولة الحوار. ولكن هل يكون الأميركي على الطاولة شريكاً مضارباً للإسرائيلي في الضغط على لبنان، أو يؤدي، ولو لمرة واحدة، دوراً حيادياً مشكوراً؟ هذا سؤال مهم جداً لا يمكن الاستهانة به.

وتبقى نقطة مركزية ذات أهمية قصوى، وهي: أي جهة أو دولة أو فريق سيضمن التنفيذ (في حال سار كل شيء على ما يرام)؟، والأنظار تتجه تلقائياً الى «حديدان» الأميركي الذي لا يوجد غيره في الميدان!

ولكن هل سنصل الى عقد طاولة المفاوضات فعلاً؟ وهل تُعقد، إذا عُقدت، على البارد أو على تصعيد عدواني استثنائي؟ ولكل من الحالين مترتبات وأسعار.

khalilelkhoury@elshark.com