شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الاهتمام الأميركي بلبنان قرار نهائي وحاسم

شخصياً، ما زلنا نقيم على اعتقاد راسخ، بأنه لا يجوز الاعتماد على الوعود الأميركية. ولا نطلع بهذه الخلاصة عشوائياً، ذلك إن التجارب القريبة والبعيدة تبين بوضوح لا لبس فيه ولا إبهام إن الأميركي ربما يكون صادقاً في وعده، ولكنه سرعان ما ينقلب مئة وثمانين درجة إذا اقتضى تقاطع المصالح مثل هذا الانقلاب. فمنذ الفيتنام الى شاه إيران محمد رضا بهلوي الى أفغانستان الى مناطق عدة في العالم شمّع الأميركي الخيط وترك حلفاءه وحيدين يعضون أصابع الندم. وعلى الصعيد اللبناني تجربتنا فاقعة مع الوعود الأميركية! ونكتفي بالإشارة الى تصريح رئيس الجمهورية الأسبق الشيخ أمين الجميل من أمام البيت الأبيض، وكان قد شرب حليب السباع في لقائه الرئيس رونالد ريغان في المكتب البيضاوي، فتحدث مهدداً نظام بشار الأسد بالرد على القذيفة بمثلها الخ… وكانت النتيجة أن الرئيس جورج بوش سلّم لبنان الى الوصاية السورية المطلقة. والباقي معروف من القاصي والداني…

«هذا كله صحيح. ولكن الصحيح أيضاً أن ساكن البيت الأبيض الحالي مختلف كلياً عن سابقيه في النهج والأسلوب». هذا ما علق به على ملاحظتي أعلاه صديق مقرّب من مسؤولين أميركيين فاعلين، وأضاف: ألا تلاحظ كثرة الوفود الأميركية التي تدلف الى لبنان بوتيرة متواصلة، يأتون من الخارجية والكونغرس… إضافة الى الموفدين الرئاسيين. ومضى يقول: ومن نافل القول أن نذكّر بالسفارة الأميركية مبنى ومضموناً.

وقلت: في اقتناعي أن واشنطن، الملتزمة أمن ومصالح العدو الإسرائيلي، مشكورة عندما تؤكد على مساعدة لبنان، ولكن هذه المساعدة لتكون فاعلة يُفترض بها أن تنطلق من أن مصلحة لبنان تكون في أن تُراعي حقيقة أن لبنان لا يصطلح أمره على حساب أي من أطيافه، وفي المقابل لا يجوز لأي طيف لبناني أن يتصرف وكأنه يتحكم بسائر الأطراف الأخرى.

khalilelkhoury@elshark.com