شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الحساب والرهان الخاطئان يقودان الى خسائر فادحة

نحن الذين نشكّل الأكثرية في هذا اللبنان المنكوب، ولا ننتمي الى أحزاب وتكتلات طائفية ومذهبية، نضع أيدينا على القلوب خوفاً على ما تبقى من هذا الوطن، مسلوب المقومات والقدرات والقرار، الذي تتحكم به (وبنا) حفنة من اللاهثين وراء مصالحهم الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا التي باتت عملةً نادرة وسلعة مفقودة في سوق المزايدات والنفاق والدجل وتضييع الحقيقة.

وإننا نعلنها بالفم المليان: إن لبنان في خطر حقيقي، وإن الإنقسام العمودي بات شرخاً كبيراً هيهات أن يلتئم له جرحٌ. وإن «الحية واقفة على ذنبها» كما يقول مثَلُنا السائر (عن حق هذه المرة).

إننا لا نبرّئ طرفاً على حساب أحد. ولسنا في هكذا موقع أو قدرة. ولا ندين فريقاً على حساب آخر. وأيضاً لسنا في موقع من يُبرّىء وأصلاً لا نملك القدرة على ذلك. إلّا أن نظرةً واحدة الى المشهد اللبناني تكفي لنقول الآتي:

أولاً – إن أدوات التحريض على الفتنة باتت شبه مكتملة. ومَن لا يراها يعمى عنها أو يتعامى.

ثانياً – إن التدخل الأجنبي في القرار اللبناني، لدى الأطراف المعنية بالفتنة كلّها واضح وضوح الشمس.

ثالثاً – إن أي جهة خارجية تشعل النار أو تنفخ في بوق تأجيجها لا يهمها لبنان وليست معنية باللبنانيين بأي شكل من الأشكال، فقط هي مهتمة بتحقيق أهدافها عبر الساحة اللبنانية والملعب اللبناني.

 رابعاً – وفي الجزئية الأخيرة أعلاه آنَ لنا أن نتعلم من تجارب الماضي القريب وما أكثرها، وأن نستفيد من عِبَرِهِ وما أبلغها.

خامساً – وليؤذن لنا أن نسأل: على امتداد العقود الخمسة الماضية هل كان الخارج عموماً والأميركي خصوصاً يعمل لمصلحة لبنان عندما عرض على الطيف المسيحي الهجرة الإجماعية في بواخر الأسطول السادس؟ وهل كان يحقق مصلحة لبنان عندما سلّمنا الى حافظ الأسد ؟ وهل كان (ولا يزال) يقدم مصلحة لبنان يوم كانت إسرائيل  تفتك بنا وهي مستمرة في عدوانها؟(…). وهل كان الرؤيوي فؤاد بطرس لا يدري ماذا يقول، يوم رفع في لقاء صحافي تاريخي عقدناه معه، الشعار الآتي: «نحن علينا أن نعلّم الأميركي أين هي مصلحة لبنان لا أن نتعلم منه»؟!.

وبعد: ألم يحن الوقت لبضعة إدراكات: منها أن الجميع خاسرون من اهتزاز الوحدة الوطنية، ونحن المسيحيين اللبنانيين في طليعة الخاسرين. وأن أي طرف لبناني يراهن على الخارج ويستقوي به تكون فاتورة خسائره كبرى. وأن لبنان يتسع للجميع مهما ضاقت مساحته وامتد مدى تنوعه الخلّاق. وأن تجارب أخذ موقع الدولة من قِبَل أي طرف أو فريق تكون تداعياته كارثية. فاتقوا الله في هذا الوطن. وليحمِ الله لبنان!

khalilelkhoury@elshark.com