شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الغموض في موقف الحزب والوضوح عند توما البرّاك

يرفض مراقبون كثر القول إن حزب الله يتخّذ موقفاً سلبياً من الجواب اللبناني على الورقة الأميركية الذي سلّمه الرئيس العماد جوزاف عون إلى الموفد الرئاسي الأميركي، اللبناني الأصل، توما البرّاك.
يقول أصحاب هذا الرأي إن المتابعة الدقيقة لكلام سماحة الشيخ نعيم قاسم تبيّن، من دون أدنى شك، أنه حمّال أوجه.
ومن دون الإسهاب في التفاصيل والاقتباسات التي يُعززون بها رأيهم بأن «الحزب سيبدّل ثوبه، لا اقتناعاته»، يُضيفون أنه قلّما فات الشيخ نعيماً أن يؤكد على الالتزام باتفاق الطائف وبالقرار 1701. وأن الاختلاف في التفسير لمفهوم القرار الأُممي، إن داخل القيادة الحزبية أو على المستوى اللبناني العام، قد نجح الرئيس نبيه بري في تذليله، فقد توصّل مع الأركان الحزبيين الذين استقبلهم عشيّة وصول البرّاك إلى التقاطع عند أن المرحلة لا تقبل ولا تحتمل أي رهانات قد تكون نسبة الخطأ فيها صغيرة أو كبيرة، ولكنها بالغة الخطورة في كلتَي الحالَين.
ويمضَون قائلين إن الأمين العام لم يقل مباشرةً، في أي مرة، عبارة «لن نتخلّى عن السلاح»، وإن كان أشار إلى ذلك مراراً وتكراراً.
في تقدير البعض أنه يجب أن يؤخذ من كلام زعيم الحزب قرار التأكيد على الانخراط في العمل السياسي والمؤسساتي للدولة. وهذا في حد ذاته مؤشرٌ على أهميّة كُبرى لمن يُريد أن يقرأ جيداً في السطور وما بينها.
في المقابل، يُمكن التوقّف عند الوضوح الجلي الذي تخلّل مُطالعة الموفد الأميركي من على منبر القصر الجمهوري. وكذلك لا بد من ملاحظة الكثير من النقط التي أثارها؛ ولكن الأجدر، في تقديرنا، التنبّه إلى تحميله الجانب اللبناني مباشرةً وبوضوح ومن دون أي لُبس، المسؤولية الكاملة عن نتائج أو تداعيات أي قرار يتّخذه بالنسبة إلى سلاح الحزب.
ولقد حرص على تكرار هذه النقطة غير مرّة، رابطاً إياها بموقف الرئيس دونالد ترامب الذي، كما قال، يُبدي حرصاً شديداً على لبنان، ولكنّه لن يتخّذ القرار بالنيابة عن المسؤولين اللبنانيين، فليتحملوا المسؤولية.
وكان لافتاً، أيضاً بوضوحٍ كبير، أن يُلبّي البرّاك دعوة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والسيدة عقيلته النائب ستريدا إلى مائدتهما في معراب حيث، بالتأكيد، كان الطبق الرئيسي الوضع السياسي بشكلٍ عام.
وهذه رسالةٌ أميركية إلى من يعنيهم الأمر حول موقع جعجع من المعادلة اللبنانية التي يأمل الأميركيون أن تكون صاحبة الشأن والكلمة في لبنان.

khalilelkhoury@elshark.com