شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – بعيداً عن توما البرّاك: «أمورٌ صغيرة» مرةً أُخرى

أمّا وأن الموفد الرئاسي الأميركي قد غادر على أمل العودة المرتقبة، غير البعيدة، في جولة رابعة. وأمّا وأن لا جديد جنوباً وبقاعاً باعتبار أن الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية بالآلاف، ومثلها تحليق مسيّرات العدو في سمائنا أنّى تشاء فيشنّف أزيزه الآذان ليلاً ونهاراً… ما لم يعد يستحق (من أسف) ولو سطراً في صحيفة أو عبارة في منشور. وأما وأن لا جديد على صعيد النازحين السوريين الذين يتجذرون في أرضنا ويزرعون في كل مدينة وبلدة وقرية ومزرعة ودسكرة وخيمةٍ إضافات جديدةً من المواليد مكتومي القيد بأعداد مئات الآلاف الذين سيصدر مرسوم يمنحهم الجنسية اللبنانية بعد بضع سنوات. وأمّا وأن المودعين قطعوا الأمل من استعادة جنى الأعمار. وأمّا وأن الروسي والأوكراني قد توصلا الى اتفاقٍ مبدئي، في تركيا، على تبادل أسرى الجانبين. وأما وأن ثمة استعداداً لدى المستثمرين السعوديين لضخ خمسة عشر مليار دولار في سوريا فيما نحن استسلمنا الى معادلة «قضامي المساعدات بحديد السلاح»(…).
أما وأن ذاك كله، وهو غيض من فيض، فهل يُؤذنُ لنا أن نتحدث في الأمور «الصغيرة» التي تناولناها قبل نحو أسبوعين، ونود أن نتوقف اليوم عند واحد منها وهو أمر الدرّاجات النارية التي ليست فقط تقلق الراحة في الليل كما في النهار، ولكنها باتت خطراً مباشراً حقيقياً ملموساً على الأرض.
ونود أن نتوجه الى وزير الداخلية لنطرح سؤالاً بسيطاً ومتفرعاته: هل تتجاوز نسبة معتمري الخوذات الواقية الواحد في الألف؟ وهل يملك الدراجون الأوراق الثبوتية لأنفسهم ولدراجاتهم؟ وهل هي، كلها، صالحة للاستخدام، ولماذا يعبرون «عكس السير» من دون أن يرف جفن لرجال شرطة السير؟
وأخيراً وليس آخراً: هل ثمة إحصاءات دقيقة لعدد ضحايا حوادث المرور التي يتسبب بها الدرّاجون؟!.

khalilelkhoury@elshark.com