بالرغم من تضارب المعلومات والتحليلات حول طبيعة العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فإن ثمة حالاً باتت معروفة وهي أن البيت الأبيض قد ضاق ذرعاً بصلافة وعنجهية وإجرام الأخير، وهو كظم غيظه، منه، طويلاً، الى أن فجّر مكنونات صدره باعتراضه على قرار ضم الضفة الى الكيان العبري.
صحيح أن ترامب أعطى الإسرائيلي (منذ ولايته الأولى) الكثير، فوهب الصهاينة الجولان السوري المحتل، كما بادر الى الإقرار بأن القدس، كلها، «عاصمة أبدية» لإسرائيل مع قراره المثير للجدال عندما نقل إليها سفارة الولايات المتحدة الأميركية. والصحيح كذلك أن دعمه غير المحدود بالمال والسلاح والتكنولوجيا ومعلومات المخابرات(…) في الحرب على غزة ولبنان فاق بكثير ما أقدم عليه الرؤساء الأميركيون الذين سبقوه، وهو تحدث أخيراً مؤكداً على أن الإسرائيلي لم يقدم على أي عمل حربي، بما في ذلك جريمة البايجرز والهجوم على إيران، إلا اطلع عليه مسبقاً…
ولكن هذا كله لم يمنعه من أن ينظر الى مصلحة بلده مع المنطقة العربية، ولا سيما البلدان الخليجية التي بينها وبين الولايات المتحدة استثمارات بأرقام مالية خرافية.
وفي المعلومات أن الأميركي يلجم الإسرائيلي، حتى إشعار آخر، عن استئناف الحرب (الواسعة) على لبنان، وإن كان يغض الطرف عن اعتداءاته وخروقاته اليومية علينا.
وإذ يبدو أن الطبقة السياسية اللبنانية اشتاقت الى الحضور الأنيس للموفدة الرئاسية السيدة الجميلة مورغان أورتاغوس، والمنتظر حلولها في ربوعنا ابتداءً من اليوم الاثنين إذا لم يطرأ اي تعديل على برنامج حراكها، فإن نتنياهو استبق عودتها بالتأكيد على أنه لن يأخذ إذناً من أحد ليعتدي على غزة ولبنان. و «أي أحد» المقصود في هذا الكلام ليس سوى الرئيس ترامب، الذي يؤمل منه أن يستمر في هذا التمايز، ولو في الحد الأدنى، مقدماً المصلحة الأميركية على ما سواها.
وفي تقديرنا المتواضع أن دونالد ترامب، وحده، قادر على أن يحل أزمة الشرق الأوسط، من خلال إقامة الدولتين في فلسطين المحتلة، وإذا لم يفعل فلا أحد سواه بقادر على هكذا إنجاز سيُدخل صاحبه التاريخ من أبوابه العريضة.
khalilelkhoury@elshark.com