شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – تهديد برّاك إنذار أكيد: الطابة في ملعب لبنان

في تقدير الديبلوماسي الأوروبي الغربي أن على المسؤولين اللبنانيين أن يأخذوا كلام توما البرّاك على محمل الجد، وأن ينظروا إليه باهتمام كبير، وبالتالي لا يجوز تجاهله أو عدم التعامل معه بالجدية التي يقتضيها مسار التطورات المتسارعة في المنطقة والعالم التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. صحيح أن هذا المسار الجديد في المنطقة يخدم إسرائيل على المَديَين القريب والبعيد، ولكن الأهم من هذا الاستنتاج هو كيفية التعامل مع المستجدات. ويرى الديبلوماسي إياه أنه يجب على اللبنانيين أن يعيدوا قراءة خريطة المتحولات وفق الآتي:

أولاً – إن ما يحدث في المنطقة الشرق أوسطية والعالم ليس مجرد قرار ثنائي أميركي – إسرائيلي، إذ إنه يلاقي دعماً شبه شامل في العالم، وأكثر مؤيديه وأشدهم دعماً له هم المسؤولون في الدول العربية والإسلامية . وهذه حقيقة لا يختلف إثنان حولها.

ثانياً – إن الحرب التي بدأت بـ «طوفان الأقصى» انتهت بـ «كسر» محور الممانعة. والضربة القاصمة كانت تغييب (الشهيد سماحة السيد حسن) نصرالله الذي كان دوره كبيراً واستثنائياً في قيادة وإدارة وتوجيه هذا المحور. وعلى الذين يجيدون قراءة السياسة أن يلمسوا في الخطاب الإيراني تراجعاً كبيراً ليس من باب المناورة السياسية، إنما هو تعبير عن واقع الحال(…).

ثالثاً – إن الكلام، شديد اللهجة، الذي طلع به الموفد الأميركي السفير توما البراك يُفترَض النظر إليه من نقطتين: الأولى أن الرجل لم ينطق عبثاً من عندياته بل بتوجيه مباشر من الرئيس دونالد ترامب. والثانية أن هذا الكلام توافق، ليس مصادفة، مع توافر معلومات تؤكد على أن التفاهم الأميركي – الإسرائيلي بات منجَزاً على أساس أن الحرب، إذا نشبت، فستكون أشدَّ قسوةً على لبنان من سابقتها، والمناورات التي يجريها الجيش الإسرائيلي على حدود فلسطين الشمالية (مع لبنان) تنطلق من هذا المخطط، وهي ستوسع النقط الخمس التي تحتلها اليوم ستمتد لتصبح احتلالاً على الأرجح لمنطقة جنوب الليطاني كلها وربطها بالمناطق المحتلة سابقاً وحديثاً في الجولان.

رابعا – في معلوماتنا الأكيدة (يقول الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق) إن ثمة قراراً لدى نتنياهو مدعوماً من الرئيس ترامب، بتوجيه ضربة قاسية جداً الى إيران يقوم بها الأميركي مباشرة، وفي أقل التقدير فإنه سيشارك فيها. الخ…

ويختم الديبلوماسي الصديق بالاستدراك الآتي: يؤسفني الى حد الألم أن أقول ما قلته ، ولكن حبي وعشقي لبنان دفعاني الى تحذيركم.

وقلت له: وهل تظن أن المسؤولين، عندنا، لا يملكون هذه المعلومات وأكثر منها؟! فأجابني: أعرف أنهم يعرفونها. وأضاف خاتماً: دعني أقول إن اكثر ما أوجعني في كلام براك هو إشارته السلبية الى جيشكم.

khalilelkhoury@elshark.com