شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – «عشنا وشفنا» العجب الشرع: أنا حليف أميركا

لو وقف أي «متنبئ»، قبل سنة، وأعلن أنه سيصل الى «قصر المهاجرين» في دمشق رئيس متحدر من «القاعدة»، لشتمه الناس وقالوا له أنت نبي كذاب.

ولو أضاف هذا المتنبئ مكرمة أخرى الى صفات نزيل القصر الرئاسي السوري بأنه متحدر، أيضاً، من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وبأنه سيزور الولايات المتحدة الأميركية رسمياً، لتعرض هذا النبي الكاذب الى التنكيل. ولو مضى هذا المتنبي في تخيلاته الهستيرية فأضاف على الرئيس السوري الانتقالي معلومات جديدة باهرة: فهو (إضافة الى القاعدة وداعش) قيادي في تنظيم النصرة الإسلامي، كما أنه مقاتل في حركة تحرير الشام، ومطلوب من الولايات المتحدة الأميركية مع جائزة «حرزانة» قيمتها عشرة ملايين دولار أميركي لمن يقدم معلومات عنه… وقد دعاه الرئيس الأميركي (حاكم العالم الذي اسمه دونالد ترامب) الى زيارة رسمية لواشنطن، وقد حل، بالفعل، ضيفاً ببالغ التكريم في المكتب البيضاوي داخل البيت الأبيض وعقد محادثات «على قدر كبير من الأهمية»  مع «نظيره» صاحب الدار… لهجم المستمعون على النبي الكذاب وألقوا به في متاهة الموت…

ولكن ماذا سيكون موقف الناس، لو ارتقى النبي الكذاب الى ذروة تنبؤاته، وأخبر مستمعيه أن هذا الرئيس السوري، ذاته، أبلغ الى وسائط الإعلام الأميركية، وبالفم المليان، ومن دون أي تردد، وبهدوء استثنائي ينم عن شخصيته القوية: أنا حليف أميركا؟!.

 ولكن هذا حدث فعلاً، وبالصوت والصورة، وعلى مرأى ومسمع مباشرَين من مئات الملايين في الزوايا الأربع من المعمورة.

وبالفعل كم أثبت الرئيس السوري أحمد الشرع أنه شخصية استثنائية، وأنه يتحلى بالظرف وخفة الظل وسرعة البداهة. وكم كان لافتاً جوابه عن سؤال عن رأيه في الجائزة التي كانت موضوعة من واشنطن التي تعمل على قتله لمن يقدم معلومة عنه، عندما أجاب قائلاً : يبدو أن هناك مَن خسر الملايين!

khalilelkhoury@elshark.com