«أعدّوا أنفسكم لتمديد ولاية مجلس نوابكم». بهذا الكلام تحدث الرجل الذي بدا واثقاً من كل كلمة، وقد ردد قوله مراراً وتكراراً، ثم أضاف العبارة الآتية: «وأنا مستعد للرهان على حتمية ما أقول». ومن ثَم قال: «لم تعد المسألة هل ستؤجَل الانتخابات النيابية العامة المقررة في شهر مايو من العام ٢٠٢٦ المقبل في لبنان، إنما باتت: هل يكون التمديد لسنتين أو لثلاث سنوات أو لولاية كاملة من أربع سنوات؟ وأنا أرجح الاحتمال الأول اي لسنتين».
لم يكن المتحدث شخصاً عادياً، فهو سفير دولة غربية لم يمض طويل زمن على تعيينه في لبنان، وكان يتحدث خلال عشاء «انتيم» أقامته سيدة أعمال لبنانية تكريماً له ولزوجته اللذين تجمعها بهما علاقة صداقة إضافة الى علاقة قربى ونسب من خلال زواج شقيق السفير وشقيقة سيدة الأعمال التي تنشط أعمالها في بلده الأوروبي. واقتُصر الحضور على بضعة أشخاص استمعوا الى الضيف وهو يتغزل بلبنان من على «تراس» الدار، وقد بدا المشهد البانورامي رائعاً مع تلألؤ أضواء القمر في بلد يقال إن اسمه بات «بلد العتمة».
وتناول المتكلم، المعنيين في كلامه بالأسماء الشخصية والحزبية، مقدماً استنتاجه لمواقف كل منها، وتفسيره الأسباب الموجبة وراء رغبتها في عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. والحق يقال إنه قدم مداخلة منطقية جداً ليته يأذن بنشرها. وهو لم يوافق لاعتبارات عديدة، مستدركاً: أنا أتحدث بين أصدقاء…
واللافت في كلام الرجل أنه استثنى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام من لائحته الطويلة العريضة المتضمنة الراغبين في التمديد للمجلس النيابي. وقال: أنا على شديد الثقة بأن الرئيس عون، كما الرئيس سلام، هما الأكثر حرصاً على إجرائها في موعدها وبحسب معلوماتي فإن البطريرك الماروني يجاريهما في هذا الحرص من خارج الشخصيات الزمنية.
وبعد حوار طويل قال: معلوماتنا تؤكد أن الثنائي الشيعي لن يقبل، بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة أن تخرج رئاسة مجلس النواب من يده، وهي من وجهة نظره أن وجود الرئيس نبيه بري في كرسي الرئاسة الثانية يوازي أهمية الاحتفاظ بالسلاح بالنسبة الى حزب الله.
khalilelkhoury@elshark.com