شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – فواتير هذه الحرب: هل لبنان أول مَن يدفع ؟

كثًف الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق اتصالاته بي في هذه المرحلة، عبر وسيلتنا للتواصل في ما بيننا. كنا اعتدنا أن نلتقي، عن بعد، مرة في الأسبوع، ولكن في الأيام الأخيرة تسارعت الوتيرة لتبلغ «لقاءً» يومياً، وربما غير لقاء في اليوم الواحد.

أمس، بادرني بمفاجأة من الوزن الثقيل، من خلال السؤال الآتي: أي جهة أو طرف تظن أنه بدأ بتسديد فاتورة بواكير هذه الحرب؟ حاولتُ التهرب من الجواب بقولي: ألا ترى معي، يا الصديق العزيز، أنه من المبكر أن تطرح هكذا سؤالاً فيما سعير الحرب لا يزال مشتعلاً ، وبالتالي من السابق لأوانه الدخول في هذا التخمين؟

أجابني: ألتقي وإيّاك عند قولك: «الحروب يُعرف كيف تبدأ ولكن لا يُعرف كيف تنتهي»، ولكنني طرحت السؤال لأن لبنانكم هو أول دافعي ضريبة هذه الحرب.

 قلتُ: نعرف جميعُنا تأثير وتبعات هذه الحرب على موسم الاصطياف، واستطراداً على الوضع الاقتصادي عندنا المأزوم أصلاً و…

قاطعني قائلاً: لست أقصد من سؤالي هذه الجزئية، على كبير أهميتها… أنا قصدت أنه مرّ السادس عشر من شهر حزيران الجاري، وفاتكم استحقاق كبير جداً وبالغ الأهمية، وهو بدء مشوار جمع الأسلحة من المخيمات الفلسطينية في مرحلته الأولى.

أضاف: قبل أن تطرح عليّ أي سؤال، أو أن تطلب مني أي تفسير، أقول لك: في مثل أوضاعكم عندما يفوتكم أي قطار فاعلموا أنها فرصة لن تعود. وعليه دعني أراهنك على أننا في السنة المقبلة، عندما نتبادل الحديث، في مثل هذا اليوم، لن يكون سلاح المخيمات الفلسطينية قد جُمع، وبالتأكيد لن تكون السلطة اللبنانية قد تسلّمته. وفي الأساس أنا مع ما ورد في مقالكَ توافقاً مع زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى لبنان عندما تحدثتَ عن عدم «مونته» على حماس وسواها من التنظيمات. وبعد الزيارة ثبت أن الرجل لا يمون حتى على معظم أجنحة «فتح»…

وختم الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق قائلاً: تعرف إنني، مثلك، أريد لعهد الرئيس جوزاف عون أن ينجح وأقدّر، وإياك، الخطوات التي أُنجِزت حتى الآن، ولكنني لا أرى أي صلة بين مسار الحرب على إيران وإرجاء تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية الى السلطة اللبنانية(…).

khalilelkhoury@elshark.com