شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – قبعة ترامب تنتج أرانب ومفاجآت وأعاجيب

بينت الأشهر القليلة، التي مضت على مباشرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه في الولاية الرئاسية الثانية، أنه من أمهر السحَرة في تركيب ما لا يركب على قوس قزح، وأن لديه نوعاً من القبعات يستخرج منه، ليس فقط الأرانب، بل العجب العجاب والمفاجآت واللامألوف، وأنه في الحالات كلها يحقق ما يريد على توقيته، وليس أي توقيت آخر في الزوايا الأربع من المعمورة. وهو يتصرف على قاعدة الأمر لي، والقرار لي، والتنفيذ في يدي. والأمثلة كثيرة، لا تُـحصى ولا تُعَدّ حفلت بها هذه المهلة القصيرة التي انقضت مذ آلت إليه مقاليد الرئاسة، فإذا هو يأمر فيُطاع، وإذا ما صمّم على أمرٍ فليس ثمة مَن يقدر على منعه من تحقيقه، فهو يدرك أنه سيّد العالم في هذه المرحلة، فيأذن لنفسه ألّا يهتم بكل ما قد يقف معرقلاً لأنه واثق من قدرته على التنفيذ.

بعض تصرفاته يدعو الى العجب العجاب، وبعضها الآخر يتجاوز العقل والمنطق… والأمثلة عديدة، منها:

يمنح إيران مهلة ستين يوماً، وفي الدقيقة الأولى من اليوم الحادي والستين يفتح الضوء الأخضر أمام عدوان إسرائيلي على الجمهورية الإسلامية، لأن إيران، في نظره، «ماطلت» فلم يمدد لها في الوقت دقيقة واحدة.

في المقابل يُمهل إيران أسبوعين قبل أن يضرب منشآتها النووية، ولم ينتظر أكثر من ساعات معدودة ليبدأ بالهجوم عليها في حملة غير مسبوقة في تاريخ الحروب، قديمها والحديث، إن بالنسبة الى عديد الطائرات المقاتلة ومشاركة البوارج الحربية، أو بالنسبة الى القنابل الضخمة القادرة على الإختراق الهائل.

بعد يومين وجهت إليه إيران ضربة استهدفت قاعدة العديد الأميركية في العاصمة القطرية الدوحة… فماذا كانت ردة فعله؟ كانت أنه وجه الى النظام الإيراني الشكر والتقدير لأنه التزم بتعهده الذي قطعه للأميركي بألّا يتجاوز الرد تلك القاعدة (المعروف أن الأميركي أخلاها سلفاً بناء على المعلومات التي وردته من القيادة الإيرانية على حد قوله!)…

خاض معركته الرئاسية على مبدأ: «لا للحروب» في عهدي، فإذا الحروب تتفاقم وتتمدد رقعتها في غزة، وبين إيران والاحتلال الإسرائيلي، وفي أوكرانيا كذلك…

على الصعيد الأميركي الداخلي يستحضر ملف الرسوم والضرائب على الواردات من مختلف بلدان العام ليفتح الباب على أزمة اقتصادية كبيرة، ثم يتراجع بالقطعة عن رسم هنا وضريبة هناك.

يعين موفدين ومستشارين يستحضرهم من ملفات أكلها الغبار، أو من مفهوم الولاء له، أو من أرشيف ملكات الجمال… إلّا أن أياً منهم أو منهن لا يطمئن ولا ينام على حرير، لأنه لا يدرك متى يصدر قرار عزله ببضع كلمات ينشرها الرئيس في حسابه على منصة x.

في النتيجة العالم يحور ويدور في زمن امبراطور هذا العصر، الذي اسمه دونالد ترامب… الثاني؟!.

khalilelkhoury@elshark.com