شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – نتنياهو الى السقوط ولن ينجوَ الاحتلال

يمكن القول عن حق وحقيق إن بنيامين نتنياهو مجنون… إنه مجنون عظَمة فارغة. فهو ليس عظيماً في الإنجازات على أنواعها، ولا في سعة الثقافة، ولا في الأفكار الخلّاقة الخ… إلا إذا اعتبرنا ذروة الجريمة الوحشية هي إنجاز! فقتل الأبرياء وذبح الأطفال وإبادة المدنيين وتدمير المدن والقرى ليست من العظمة في شيء، إذ هي انفلات الوحش من داخل الإنسان فيتصرف بما يتجاوز حتى وحوش الغابات ذاتها، وينتشي. هذه هي حال نتنياهو الذي نجح في شيء واحد ألا وهو جرّ الكيان الصهيوني الى مأزق لم يعرفه منذ انشائه زوراً وبهتاناً واغتصاباً قبل نحو ثمانية عقود من الزمن العربي العقيم.

لقد صبر العالم الغربي طويلاً على هذا الجزار الوحش، الذي لا قيمة عنده لأي شيء أو أحد أو أخلاق أو مبادئ وقيَم… وها هو يواجه بداية قيام الدولة الفلسطينية كاملة الأوصاف التي اعترف وسيعترف بها العالم كله مهما حاولت الإدارة الأميركية في تزوير إرادة الشعب الأميركي وأيضاً الضغط على شعوب العالم وحكوماتها، ومهما حاول البيت الأبيض أن يشكل سدّاً في وجه الإندفاعة العالمية الفذّة التي نشهدها في هذه الأيام والتي ينخرط فيها أبرز حلفاء الولايات المتحدة الأميركية الكبار وفي طليعتهم بريطانيا التي اعترفت بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة في فلسطين، كحلٍّ لا بد منه ولا غنى عنه لوقف هذا الصراع التاريخي الأبدي…

إن نتنياهو لم يجد سوى المجازر يلجأ اليها لتمديد بقائه على رأس سلطة الاحتلال، وجاءه دعمُ قوة غاشمة من الجانب الأميركي، وخاض الاثنان معاً (في المباشر أو في الدعم اللامحدود) حروباً غير مسبوقة بضراوتها ودقة وتقدم تكنولوجيتها، وفي التقويم المنطقي لقد ربحا هذه المعارك الضارية، ولكن أحداً لم يربح الحرب لأن هدف الصراع هو إلغاء فلسطين من الخريطة ومن التداول… والحقيقة أن النتيجة الآنية والمقبلة هي عودة فلسطين وبقوة.

لسنا نقرأ في الغيب ولا نضرب في الرمل ولكن قراءة عقلانية للمشهد البانورامي في المنطقة تشي بأنه بوشر في وضع حجر الأساس للدولة الفلسطينية بقوة وثبات، وكل مدماك يوضع في الجدار الفلسطيني سيقابله (بحتمية مسار التاريخ) مدماك ينهار من جدار الاحتلال.

khalilelkhoury@elshark.com