علم من مصادر متعددة، أن الوسطاء أجروا اتصالات عدة مع حركة “حماس” وإسرائيل، سعيا لتجاوز نقاط الخلاف القائمة، والتي أعاقت التوصل إلى اتفاق التهدئة وفقا للمقترحات المقدمة سابقا، وأن هذه المحاولات لا تزال مستمرة، وسط توقعات بأن تعقد جلسة تفاوض جديدة في حال حدث “اختراق” في المواقف الأسبوع المقبل.
وتخلل الاتصالات التي أجريت عن بعد، قبل وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، حيث لم يعد أي من فريقي التفاوض في الدوحة في هذا الوقت، الحديث عن ضرورة التوصل إلى تفاهمات سريعة تضمن التوصل إلى تهدئة قريبة جدا، مع التأكيد على رفض أي خطط إسرائيلية جديدة تجاه غزة، خاصة بعد الكشف عن خطط إسرائيلية تدرسها حكومة اليمين تشمل احتلال أجزاء من القطاع بشكل دائم، خاصة وأن هذه الخطط والكشف عنها في هذا التوقيت يربك الجهود المبذولة ويعيق طرق التوصل إلى التهدئة.
وفي هذا الوقت تواجه إسرائيل التي طلب منها الوسطاء توسيع نطاق وصول المساعدات الغذائية لسكان غزة، حملة انتقاد دولية كبيرة، بسبب تفشي المجاعة في قطاع غزة بشكل خطير جدا، رغم خطتها الأخيرة التي اتخذتها بعد فشل جولة التفاوض الأخيرة في الدوحة، والتي تشمل السماح لوكالات دولية ودول عربية وغربية إيصال المساعدات الغذائية لغزة عن طريق البر والجو، خاصة وأن منظمات الإغاثة الدولية أشارت إلى عدم كفاية هذه الخطوة، وإلى قلة المواد التي دخلت للقطاع.
ووفق ما يتردد من معلومات، فقد طالبت الوسطاء خلال الاتصالات الجارية حاليا من إسرائيل، بأن يجري توسيع نطاق إدخال المساعدات الإنسانية بشكل أكبر مما هو عليه الآن، وأن يجري وضع الخطط التي تضمن وصول المساعدات إلى المراكز المخصصة لها والتابعة للمنظمات الأممية، لضمان توزيعها على كافة السكان.
توقعات بجولة قريبة
وتوقع مصدر مطلع أن تكون هناك جولة تفاوض قريبة، ربما تعقد الأسبوع القادم، في حال سارت الأمور بشكل أفضل، وتمكن الوسطاء من إحداث “اختراق” في تغيير المواقف خاصة الإسرائيلية التي ترفض في هذا الوقت التعاطي مع مقترحات تهدئة سبق وأن وافقت عليها، ومن أبرزها “خارطة الانسحاب” من القطاع، خلال فترة التهدئة المقترحة.
ويتضح من المعلومات المتوفرة أن “خارطة الانسحاب” الإسرائيلي من قطاع غزة خلال التهدئة، تعد من أبرز القضايا الخلافية، إلى جانب تعهدات وقف الحرب، وأن عملية توزيع المساعدات الإنسانية وكيفية وصولها كانت في طريقها للحل، فيما كانت المفاوضات السابقة في طريقها لبحث ملف صفقة التبادل ومفاتيح الصفقة قبل أن تتوقف.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزز مؤخرا خطوات عملية لصالح الهجرة الطوعية لسكان غزة، بهدف إبقاء الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير في الحكومة، بحيث وعده في حال عدم التوصل إلى اتفاق، بالبدء خلال أسابيع بـ”الهجرة الطوعية” لآلاف الغزيين إلى دول أخرى.
وفي وقت لاحق، قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان اسرع حل للكارثة الجارية في غزة يتمثل في استسلام حركة حماس وتسليمها الاسرى.