انشغل لبنان الرسمي امس بزيارة الموفدين الاميركيين حيث جالا على المسؤولين وغادرا بعد الظهر.
صباحا ومن قصر بعبدا أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للموفد برّاك، انه بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تم الاتفاق عليها، فإن المطلوب الان من الأطراف الأخرى الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، كما ان المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دوليا لإطلاق ورشة إعادة الاعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية. وكان الموفد الأميركي استهل اللقاء بتهنئة الرئيس عون على الإنجاز الذي حققته الحكومة اللبنانية، فشكره الرئيس عون معتبرا ان موقف الحكومة اللبنانية تعبير عن ايمان المسؤولين اللبنانيين بما يخدم مصلحة لبنان وجميع مواطنيه لان الهدف هو حماية لبنان.
مشاركة اسرائيل
بعد اللقاء، سئل براك: بعد هذا الاجتماع والقرار اللبناني، ماذا عن الانسحاب الإسرائيلي او إيقاف انتهاك الاتفاقية ؟ أجاب: هذه هي بالتحديد الخطوة المقبلة وهي تتمثل في الحاجة للمشاركة من الجهة الإسرائيلية، كما نحتاج الى خطة اقتصادية للازدهار والترميم والتجديد لكل المناطق وليس فقط الجنوب. عندما نتحدث عن اسرئيل الامر بسيط، وعندما نتحدث عن نزع سلاح حزب الله فإن الهدف من وراء ذلك هو في الواقع لمصلحة الشيعة وليس ضدهم . ان ما كان مربكا في الاعلام وفي المناقشات والمباحثات هو فكرة وجود قساوة بشكل ما. الفكرة هي ان الشيعة هم لبنانيون وهذا قرار لبناني يستلزم تعاونا من جهة إسرائيل. ونحن حاولنا مرارا وتكرارا في خلال السنوات الماضية منذ العام 1974، مرورا بالعام 1982 واتفاقية الطائف ووقف الاعمال العدائية الأولى، ولكن حصل سوء تواصل. ان وجود كل هذه المصالح الان مع اقتراح اقتصادي آت ماذا يعني؟ ما هي المصلحة للبنان بشكل عام؟ وما هي المصلحة للجنوب؟ كيف نوقف عدم فهم إسرائيل لما يحصل؟ وهذا كله في المسار الصحيح وهذه هي الخطوة التالية. وسئل: هل ستكون هناك مقاربة كاملة بعد الخطوة اللبنانية التي اشدت بها؟ أجاب: نعم هناك دائما مقاربة الخطوة الخطوة. واعتقد ان الحكومة اللبنانية قامت بدورها وقامت بالخطوة الأولى والان على إسرائيل ان تبادل ذلك بخطوة مقابلة أيضا. سئل: اذا كان حزب الله ضد هذا القرار ماذا سيحصل؟ أجاب: سيكونون قد فقدوا فرصة، ولكني اعتقد ان الامر هو سياق عملي. وعندما نتحدث عن التنفيذ ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك اننا نبدأ مباحثات طويلة، وحزب الله جزء من الطائفة الشيعية ويجب ان يعلموا ما هو الخيار الأفضل من الخيار الموجود.
مدخل الاستقرار
ومن بعبدا، انتقل برّاك واورتاغوس والوفد المرافق لهما الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. الرئيس بري سأل الموفد الاميركي عن الإلتزام الإسرائيلي بإتفاق وقف إطلاق النار وإنسحابها من الأراضي اللبنانية الى الحدود المعترف بها دولياً، مؤكداً أن ذلك هو مدخل الإستقرار في لبنان وفرصة للبدء بورشة إعادة الإعمار تمهيداً لعودة الأهالي الى بلداتهم، بالأضافة الى تأمين مقومات الدعم للجيش اللبناني.
في الاتجاه الصحيح
بدوره إكتفى الموفد الاميركي بعد اللقاء بالقول: بحثنا وناقشنا ما يهم الجميع كيف نصل الى الازدهار في لبنان في الجنوب والشمال وكافة أنحاء لبنان ولكل اللبنانيين. وختم: لقائي اليوم مع الرئيس بري كان مع شخصية حاذقة لديه تاريخ مذهل ونحن نتحرك بالإتجاه الصحيح.
عند سلام
وتوجه الوفد الاميركي بعدها الى السراي للقاء رئيس الحكومة نواف سلام. وخلال اللقاء، أكّد رئيس الحكومة أنّ القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء إنما انطلقت من المصلحة الوطنية العليا، مشدّدًا على وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على اسرائيل لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى. كما شدّد رئيس الحكومة على أولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مالاً وعتاداً، بما يمكّنها من أداء المهام المطلوبة منها. وأكّد، في السياق نفسه، على أهمية التجديد لقوات اليونيفيل نظرًا لدورها في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة في الجنوب. من جهة أخرى، دعا رئيس الحكومة إلى إعلان التزام دولي واضح بعقد مؤتمر لدعم إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان. كما تناول البحث المستجدات في سوريا، حيث شدّد رئيس الحكومة على أهمية الحفاظ على وحدتها وتعزيز الاستقرار فيها.