عون وقائد الجيش في الجنوب: لا تراجع عن حصرية السلاح

بزيارة الى الجنوب عشية عيد الاستقلال اليوم، وقبل ان يوجه مساء كلمته الى اللبنانيين، ردّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على الحملات التي تستهدف المؤسسة العسكرية من الداخل كما من خلف البحار. وبمرافقة قائد الجيش العماد رودولف هيكل، قال كلمته رفضاً لاتهامه والمؤسسة العسكرية بالتقصير في تنفيذ خطة سحب السلاح. “فالجيش ثابتٌ في مواقفه والتزامه الدفاع عن الكرامة الوطنيّة والسيادة والاستقلال… غير آبه بما يتعرض له من حين إلى آخر من حملات التجريح والتشكيك والتحريض”. زيارة تأتي في اكثر اللحظات حساسية ودقة امنياً وسياسياً للجنوب الذي يتعرض يومياً للاستهدافات الاسرائيلية، قطعت الطريق على محاولات التشكيك بالمؤسسة العسكرية وقيادتها وبعثت رسالة اطمئنان الى الجنوبيين بأن الدولة ليست غائبة عنهم، لا ترهبها تهديدات اسرائيلية ولا ضغوط من اي جهة .

اما في السياسة المحلية، فترقب لخطوة لا بد ّ سيثدم عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري ازاء ملف اقتراع المغتربين من ضمن مشروع الحكومة الذي وقعه رئيس الجمهورية واحاله الى البرلمان لاتخاذ المقتضى، بعدما انتهت مهلة تسجيل اللبنانيين غير المقيمين للاقتراع في انتخابات ايار 2026، واقفلت على 152 ألفًا بفارق نحو مئة الف مقارنة بالمسجلين لانتخابات 2022، الذين بلغ عددهم نحو 244 لفاً لم يقترع من بينهم اكثر من 84 الفاً.

عون في الجنوب

 عشية الذكرى الـ82 للاستقلال، وتزامناً مع مراسم تكريم رجالات الاستقلال في بيروت والمناطق، زار رئيس الجمهورية قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور، واطلع على الوضع الامني فيه المنطقة . بعد ذلك، انتقل وقائد الجيش إلى قاعة العمليات حيث ألقى العماد هيكل كلمة رحب فيها برئيس الجمهورية في زيارته التفقدية، التي تزامنت مع ذكرى الاستقلال، “والتي تؤكد مرة اخرى على دعمكم الدائم للجيش وحرصكم على زيارة الجنوب وتفقد أهله والعسكريين المنتشرين فيه”. وقال: “نجدد اليوم امام فخامتكم التمسك بالحفاظ على لبنان وسيادته واستقلاله وحماية سلمه الاهلي”. ثم قدم رئيس قسم العمليات في قطاع جنوب الليطاني العقيد رشاد بو كروم عرضا مفصلا معززا بالخرائط والأرقام حول الوضع الراهن في القطاع، والأعمال التي ينفذها الجيش تطبيقاً للخطة التي وضعتها القيادة لاسيما لجهة ازالة الذخائر وضبط الأسلحة والمنشآت تنفيذا لقرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة. وتضمن العرض معلومات حول ما انجز حتى الان، وحول انتشار الجيش في المواقع والمراكز المحددة والحواجز الدائمة والظرفية والأماكن المستحدثة على طول الحدود، والدوريات التي يسيّرها الجيش للحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة.

واطلع الرئيس عون على الخرائط والصور التي تظهر المساحات التي تجاوزت فيها القوات الاسرائيلية الخط الأزرق خلال انشائها حائطا تجاوزت فيه الحدود الجنوبية المعترف بها دولياً. وقدم العميد الركن تابت ملخصا للمداولات التي دارت خلال اجتماع لجنة “الميكانيزم” والموقف اللبناني الثابت في الدفاع عن حقوق الدولة اللبنانية وسيادتها على أراضيها.

غير آبه

 وتحدث الرئيس عون إلى الضباط وقال: “اتيت اليوم إلى الجنوب في ذكرى الاستقلال، لأؤكد أن هذه المنطقة الغالية هي في قلوبنا دائما، وان الجيش الذي يحمي الجنوبيين كما جميع اللبنانيين، ثابت في مواقفه والتزامه في الدفاع عن الكرامة الوطنية والسيادة والاستقلال، وهو يقدم وفاء لهذه المبادىء الشهيد تلو الاخر غير آبه بما يتعرض له من حين إلى آخر من حملات التجريح والتشكيك والتحريض. ونوه الرئيس عون بالدور المميز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموما وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصا، محييا ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطة الامنية والذين بلغ عددهم 12 شهيدا.  وفي ختام اللقاء، هنأ الرئيس عون قائد الجيش العماد هيكل بعيد الاستقلال مقدراً الجهود التي يبذلها مع معاونيه في تمكين المؤسسة العسكرية من القيام بمهامها باخلاص وتفان، متمنيا أن تعود ذكرى الاستقلال السنة المقبلة وقد تحرر كل الجنوب وارتفع على حدوده العلم اللبناني وحده رمز السيادة والكرامة الوطنية.

مواكبة وجهد

 من جهته، وفي أمر اليوم الذي وجهه الى العسكريين، قال قائد الجيش “لقد بذل الجيش جهودًا جبارةً منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيّز التنفيذ، رغم الإمكانات المحدودة والصعوبات الناتجة عن الأزمة، لتطبيق خطته وتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني، وبسط سلطة الدولة على جميع أراضيها تنفيذًا لقرار الحكومة اللبنانية، والالتزام بالقرار 1701 ومندرجاته كافة، بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية. في هذا السياق، قدّمت المؤسسة العسكرية تضحياتٍ جسامًا، ووقع العديد من عناصرها شهداء وجرحى على مذبح الوطن، وصمدت في مواقعها رغم الظروف الخطيرة، للمحافظة على حق لبنان في السيادة على كل شبر من أرضه، وهي لن تتوانى أو تبخل بأي جهدٍ أو قطرة دمٍ لتحقيق هذه الغاية، إضافة إلى دعم عودة النازحين إلى قراهم. هذه الجهود تستلزم مواكبة حثيثة من مؤسسات الدولة، ضمن إطار جهدٍ وطني شامل، وتوفير الإمكانات، وتحسين أوضاع العسكريين، وتهيئة الظروف الضرورية لاستعادة الاستقرار. إنَّ القيادة مُدرِكَة تمامًا للأوضاع الاستثنائية المحيطة بتنفيذ خطة الجيش، التي تسير وفق البرنامج المحدد لها، وهذه الظروف تستلزم أعلى درجات الحكمة والتأنّي، والحزم والاحتراف، بما يخدم المصلحة الوطنية والسلم الأهلي، بعيدًا عن أي حسابات أخرى.

الفرص الضائعة

 وخلال مشاركته في مؤتمر حول المواطنة المسؤولة، أقيم في قصر اليونيسكو، قال رئيس الحكومة نواف سلام “لم يعد لدينا ترف إضاعة الوقت والفرص، وقد أضعنا الكثير منها، بدءًا من اتفاق الطائف، وعدم نشر الجيش في الجنوب عام 2000، وصولاً إلى إدارة شؤوننا السياسية بعد الوصاية السورية”.