فساد الكاظمي رئيس الحكومة العراقية السابق وزوجته

كتب عوني الكعكي:

كثر الحديث عن الفساد في العراق، خصوصاً أنّ العراق يعتبر من أغنى دول العالم بالنفط والغاز… وبالرغم من ذلك لا يزال العراق يعاني من أزمة في الكهرباء… وهذا شيء ليس بسيطاً.

وكي لا نظلم أحداً، لا بدّ من النظر الى ما فعله قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني التابع للحرس الثوري الإيراني، ويكفي أن الآلاف من عناصر «الحشد الشعبي» قد سُجلوا «على حساب الدولة»، أي كانوا يتقاضون رواتبهم من الدولة، وهم تابعون للحرس الثوري الإيراني، كذلك عدد كبير من الميليشيات العراقية كانت تموّل من صندوق الدولة أيضاً.

هذا جزء بسيط من الفساد الذي مارسته السلطة السياسية، طبعاً الفساد كان أكبر من السلطة التي حكمت البلاد، وخاصة جماعة إيران.

واللافت في هذا الملف هو ما فعلته زوجة الكاظمي اللبنانية رولا فاضل.

وقبل الحديث عن زوجة الكاظمي والكاظمي لا بدّ في أن نتذكر الدكتور إياد العلاوي الذي حكم العراق بين 7 أيار 2020 حتى 13 تشرين الاول 2022، وكان مثال للحكم النزيه والعادل والشريف، ويكفي أن المغفور له الملك عبد الله بن عبدالعزيز في أيام الانتخابات حاول أن يقدّم للدكتور إياد علاوي مليار دولار دعماً له في الانتخابات، فرفض الدكتور المبلغ قائلاً لخادم الحرمين الشريفين: «لست بحاجة الى أي مبلغ، إني مرشح وأترك للشعب أن يختار من يريد».

طبعاً هذا لم يحدث في التاريخ إلاّ مرّة واحدة، أي عند الرئيس الشريف إياد العلاوي الذي كان مثالاً -كما ذكرت- للنزاهة والأخلاق والاستقامة.

وبالعودة الى زوجة الكاظمي أبدأ..  هل سمعتم عن رولا فاضل، زوجة مصطفى الكاظمي اللبنانية؟

ربما لم نكن لنسمع عنها لولا ورود اسمها باعترافات ضياء الموسوي.

فإنّ انتماءها للطائفة المارونية الكريمة جعل مصطفى الكاظمي يبذر أموال العراق على بعض السياسييين والتابعين.

كما أنّ الكاظمي رئيس وزراء العراق الأسبق أحال المشروع السكني لجهاز المخابرات العراقي بواسطة زوجته رولا فاضل لشركة لبنانية.

وقد أحيل عقد مطعم جهاز المخابرات هو أيضاً الى شخص يدعى (كامران) يقيم في بيروت. والكاظمي وزوجته رولا فاضل اشتريا ڤيلا في منطقة فقرا اللبنانية الجبلية بمبلغ 3 ملايين دولار.

رولا فاضل دفعت الكاظمي لشراء قطعة أرض مميزة عائدة للدكتور اللبناني (نادر صعب) بقيمة 5 ملايين دولار.

الفساد لم يقتصر على ذلك، بل إن الكاظمي وزوجته اللبنانية أخرجا لوحات وساعات ثمينة ومبالغ مالية أثناء سفرها. فرولا فاضل لم تكن تخضع للتفتيش خلال سفرها بطائرة خاصة عبر 46 رحلة وبتواريخ متفاوتة بين عامي 2021 و2022. وزوجة الكاظمي اشترت ساعات رجالية ونسائية من التاجر اللبناني داني ياغي بقيمة 3 ملايين دولار.

أما الكاظمي فوافق على استقطاع 50 مليوناً من كل مديريه في المكتب الخاص رغم رفض مديرة المصرف.

الشركة اللبنانية التي تشرف على أعمال الكاظمي ورولا يديرها شخص يدعى (نور) كان يتواجد بالقصر الجمهوري ودار الضيافة باستمرار… واجهة الشركة إعداد الأفلام الوثائقية لكن عملها هو التحكم بـ «السوشال ميديا» لتلميع صورة الكاظمي وإسقاط خصومه.

هذه كانت حكاية زوجة الكاظمي اللبنانية.

إلى ذلك، نشرت «منصة فيديو الإخبارية» وثائق مسرّبة متداولة، تحتوي على اعترافات ضياء الموسوي -كما أشرنا في بداية حديثنا- المدير العام السابق في جهاز المخابرات العراقي، تتضمن فضائح فساد واسعة للكاظمي وزوجته رولا فاضل بالإضافة الى رموز إعلامية وسياسية.

ومن الوثائق أيضاً، قام الكاظمي وزوجته بشراء عقارات وڤلل فاخرة بمئات الملايين من الدولارات، من دون مصادر مالية مشروعة.

الوثائق تضمنت أسماء بارزة ضمن شبكة الفساد المذكورة، نتحفظ عن ذكر هذه الأسماء الآن.

خلاصة القول: إنّ ملايين الدولارات صُرفت لبناء إعلام مزيّف يصوّر الكاظمي إصلاحياً ويشوّه خصومه.

وباختصار أخير أقول: إنّ سُبحة الفاسدين بدأت ولن تتوقف إلاّ عند استئصال أولئك الذين تسبّبوا بإفقار العراق البلد الغني.

aounikaaki@elshark.com