فضل الله: تغليب منطق التوافق على منطق الإقصاء والتهميش

ألقى العلّامة السيّد علي فضل الله كلمة توجيهية أمام اجتماع مديري جمعية المبرّات الخيرية، الذي انعقد في «قرية الساحة التراثية»، أكد في بدايتها أهمية هذا اللقاء، لكونه يجمع كل كوادر الجمعية التي نعتز بدورهم الرسالي، وبما قدّموه وما سيقدّمونه رغم كل الظروف الصعبة التي نواجهها، والتحديات على مختلف الصعد الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وأشار إلى أن «الطموح الكبير الذي زرعه المرجع فضل الله في نفوسنا وعقولنا، يمثّل أمانة في أعناقنا، ومسؤولية تدفعنا دوماً إلى استنفار كل عناصر الطاقة والقدرات في مجتمعنا والاستفادة منها». ولفت إلى أن «السيّد كان مشروعه مشروع إصلاح شامل في هذا البلد على جميع المستويات، إصلاح يسهم في النهوض وجعل البلد أفضل، على صعيد بناء دولة الإنسان، حيث يسود القانون والعدالة». وشدّد على أن «يكون هذا الوطن قوياً، قادراً على حماية نفسه في مواجهة كل عدوان، ولا سيّما الأطماع الإسرائيلية».
وأشار إلى الدور الإصلاحي الذي يمكن أن يلعبه كل فرد، في أي موقع يتواجد فيه، داعياً إلى «تعزيز ثقافة النقد وقبولها، حتى يستقيم المجتمع وتقوم المؤسسات بدورها، بعيداً عن المحسوبيات وسواها»، مؤكداً ضرورة معالجة كل نقاط الضعف، وتعزيز نقاط القوة.
وتوجّه إلى الحضور: «عليكم أن تكونوا رساليين، لا موظفين»، داعياً إلى الحفاظ على كل من يحمل همّ هذا الفكر وهذه المؤسسات، ومؤكداً على ضرورة تعزيز حضور الكادر الشبابي في مفاصل هذه المؤسسات، والاستفادة من كل الطاقات بدلاً من أن تهاجر إلى الخارج.
وأمل أن «نُقْدِم على مرحلة جديدة، مرحلة بناء الدولة القوية والعادلة، فالتجارب أثبتت أن هذا الوطن لا يقوم إلا بكل طوائفه ومذاهبه»، مشدّداً على «ضرورة تغليب منطق التوافق على منطق الإقصاء والتهميش والارتهان للخارج».