قتل صوت الإعلام جريمة!

منذ السابع من أكتوبر وأحداثه الدموية، ارتكبت إسرائيل جريمة تصفية واغتيال أكثر من 244 صحافياً أثناء قيامهم بأداء واجبهم المهني في تغطية أحداث حرب الإبادة والحصار والتجويع ضد الشعب الفلسطيني.

وحسب القانون الدولي، وحسب الأعراف الدولية المستقرة منذ الحرب العالمية الأولى ثم تطورت حتى الآن، فإن كلاً من المنظمات الإنسانية المدنية والأطباء ورجال وسيدات وسائل الإعلام المختلفة مكفولون بالحماية الدولية ويتوجب على القوى المتحاربة كافة حمايتهم واحترام دورهم وتسهيل مهامهم الإنسانية.

هنا قد يسأل البعض إذا كان الطبيب يقوم بمهمة إنسانية، فهل تنطبق ذات الصفة على الإعلامي؟ الإجابة الحاسمة والقاطعة هي «نعم» يمكن اعتبار مهمة الإعلامي مهمة إنسانية بامتياز.

لماذا يعطى الإعلامي هذه الصفة وهذه الحماية؟

دور الصحافي هو الإخبار ونقل صورة الواقع بأمانة، وهو دور جوهري وأساسي في تغيير الأحداث ورسم ملامح الصورة الحقيقية والصادقة للواقع.

وفي العالم المتحضر، فإن الرأي العام يلعب الدور الأساسي في المجتمعات الحرة المفتوحة، على أساس أن الصوت الانتخابي للرأي العام هو الذي يحدد كافة مستويات المسؤولين، من رئيس الحي إلى العمدة إلى حاكم الولاية إلى عضو المجلس التشريعي إلى تغليب الحزب الحاكم.

من هنا حرصت إسرائيل بقرارات عسكرية ظالمة منذ بدء الحرب على منع دخول أي صحافة أجنبية إلى قطاع غزة، إلا في مرات محددة بمصاحبة عمليات عسكرية لجيش الاحتلال.

وحرصت إسرائيل على استخدام سلطة الاحتلال في إصدار قوانين طوارئ تقوم بحظر نشر كثير من الأخبار، إما عن طريق المنع الكامل للخبر أو بالتدخل في تفاصيله أو الاكتفاء بالبيان الرسمي العسكري المعبر بالكامل عن رؤية واحدة وحيدة وهي وجهة نظر الاحتلال.

بالطبع، تنكر كافة بيانات الجيش الإسرائيلي حجم خسائر المدنيين العزل الفلسطينيين، وتدعي أنها مبالغة أو أنها نتيجة اتخاذ «حماس» لهؤلاء دروعاً بشرية!

قتل الصحافيين عن عمد وآخرهم إعلاميون في قناة الجزيرة أكبر من جريمة قتل.

عماد الدين أديب