كتب عوني الكعكي:
لا أدري، لماذا كلّ هذا التشنّج حول جلسة مجلس الوزراء التي كان مفروضاً أن تكون يوم الثلاثاء، فتأجلت الى يوم الجمعة المقبل.
التأجيل جاء بسبب طرفين: طرف يزمّر، وطرف يُطبّل… ولا أريد أن أذكر الأسماء، لأنّ الطرفين معروفان تماماً.
بالنسبة للتأجيل الى يوم الجمعة، هو قرار جيّد… ولكن عندي بعض الاستفسارات:
أولاً: المفروض أن تقدّم قيادة الجيش اللبناني الخطة الأمنية المطلوبة، مما يعني أن مجلس الوزراء سوف يتسلم الخطة يوم الجمعة.
ثانياً: صحيح أنّ مجلس الوزراء سوف يتسلم الخطة يوم الجمعة، كما ذكرت، ولكن الصحيح أيضاً أنّ على مجلس الوزراء أن يدرس الخطة ويتعمق فيها، لذلك فهناك مزيد من الوقت قبل التصويت أو إقرار الخطة أو رفضها أو تعديلها، وكي نصل الى جلسة لاتخاذ القرار المناسب.
ثالثاً: حسب الواقع، يقول أحد الخبراء العسكريين إنّ الخطة بحاجة الى إعطائها الوقت الكافي للدراسة، كي تأتي النتائج ناجحة…
رابعاً: يقول أحد الخبراء العسكريين أيضاً إنّ موضوع الخطة يحتاج الى أكثر من شهر أو شهرين لتنفيذه…
من ناحية ثانية، رشحت أوساط قريبة من الرئاسة، بأنّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في لقائه الأخير مع المبعوث الأميركي توم برّاك قال له بالحرف الواحد: إنّ إسرائيل ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 ولغاية اليوم لم تتوقف عن أعمالها العسكرية على كامل أرض الجنوب اللبناني وفي الضاحية وفي البقاع وبعلبك والهرمل، مما يزيد من تخوّف الحزب من أي اتفاق مع إسرائيل لأنها لا تلتزم بأي اتفاق… بمعنى آخر ان الاتفاق سيكون من طرف واحد.. وهذا لا يمكن أن نقبل به.. أضاف الرئيس: إن هذه التصرفات الإسرائيلية واعتداءاتها اليومية تؤكد أن إسرائيل لا تريد أي سلام مع أي دولة عربية، بل ما تريده هو الاستسلام. وما يجري في غزة أيضاً يعزز أن إسرائيل دولة مجرمة لا تحترم أي قانون دولي… وعمليات القتل بالنسبة إليها مبرّرة تحت شعار الدفاع عن النفس.
وما قاله الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي عندما تلا خلال سبع ساعات أسماء 12 ألف طفل من ضحايا غزة. واللافت أنه كان يقرأ أسماءهم الثلاثية.
تصوّر أن كاردينالاً لم يتحمّل ما تفعله إسرائيل.. فماذا سيقول العرب؟
وطالما أتينا على ذكر مجازر غزة.. فهي المثال على أن إسرائيل مهما قدّم لها العرب من تنازلات فإنها لا تكتفي، لأنّ عقلها «مركّب» على برنامج القتل والتدمير واحتلال أراضٍ عربية.
بالعودة الى لبنان، أظن أن هناك وقتاً يتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر لاتخاذ قرار سحب سلاح الحزب، وهذا القرار متخذ في الحكومة… وهذا القرار في الحقيقة يفيد لبنان أولاً… خصوصاً بعد أن أصبح هذا السلاح بدون فعالية.
ولا أريد هنا أن أثير غضب شركاء الوطن… ولكن علينا أن نعترف بأنّ سلاحاً لا يستطيع حماية قائد المقاومة وشهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله ورفاقه ومعهم 6000 شهيد في عملية «البيجر» لم يعد ذا فائدة.
وهنا لا بدّ من مراجعة الذات لنقول: إنّ المقاومة عندما دخلت مؤسّسات الدولة تحوّلت من حزب مقاوم الى حزب حاكم، وهذا كان «فخ السقوط».
على كل حال، ما جرى جرى، وعلينا اليوم أن نعالج الأمور بعقلانية لا بعاطفتنا.