كسر الجدار بين لبنان وسوريا: صفحة جديدة وإنهاء ملف الموقوفين

«الشرق» – تيريز القسيس صعب

كسرت زيارة وزير الخارجية السورية امس إلى لبنان الجدار بين لبنان وسوريا، واعادت للعلاقات اللبنانية السورية شريان الدم، وذلك ضمن اطار الأصول والاحترام المتبادل بين اي دولتين جارتين.

صحيح ان زيارة اسعد الشيباني سبقها تعليق لعمل المجلس الأعلى اللبناني السوري، والذي كان يشكل حساسية وتدخلا سافرا في الشاردة والواردة لاي قرار تريد ان تتخذه العهود والحكومات السابقة خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقد وصفت جهات عربية خليجية هذا القرار بالخطوة المشجعة والايجابية من قبل الدولة اللبنانية، كما انها تأتي بعد الجهود المتواصلة التي تقوم بها دول خليجية لاسيما المملكة العربية السعودية لاعادة ترتيب العلاقات اللبنانية السورية وانتظامها ضمن الأسس الديبلوماسية الطبيعية القانونية والدستورية.

الا ان اللافت في الزيارة على الرغم من أهمية المواضيع التي تم التطرق اليها مع المسؤولين، ان الشيباني لم يزر عين التينة ولم يلتق الرئيس نبيه بري، وهذه رسالة سورية واضحة ان سوريا اليوم غير سوريا بالأمس، وان اي تعاط مع رواسب او مؤيدي النظام السابق امر غير مطروح من قبل العهد الجديد في سوريا.

واكدت المصادر ان الوزير السوري طلب من خلال لقاءاته في لبنان طي صفحة الماضي ورواسبها، وان سوريا مصممة على تفعيل افضل العلاقات مع لبنان واحترام سيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، واكد أهمية تشكيل لجان مشتركة من ديبلوماسيين واقتصاديين بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية  بهدف تنشيط العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية. فلبنان يعتبر الشريان الاقتصادي لسوريا ولدول الخليج والعكس صحيح، واي دعسة ناقصة من شأنها عرقلة المسار الصحيح للعلاقات.

المراجع اكدت ان الجانبين اللبناني والسوري تطرقا بشكل مسهب الى مسألة الموقوفين في السجون اللبنانية وكيفية مقاربة هذا الملف.

ونقلت المصادر عن الوزير السوري قوله ان بلاده مستعدة لطي هذا الملف وهي تولي اهتماما بالغا له، وتسعى عبر السلطات القضائية الى وضع مطالب او آلية محددة لاقفال هذا الملف الحساس، والذي وصم سوريا ببلد الارهابيين والمجرمين.