في اليوم الـ641 من حرب الإبادة على غزة توعد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- جيشَ الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من الخسائر بعد إعلان إسرائيل مقتل 5 من جنودها وإصابة 14 شمالي قطاع غزة.
وكثفت المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد قوات الاحتلال، وبثت كتائب القسام مشاهد لاستهداف جنود وآليات الاحتلال بمدينة غزة، وأعلنت قصفَ جنود إسرائيليين شمالي خان يونس. ومن جانبها أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- تفجير آليتين للاحتلال بحي الشجاعية، وأكدت استهداف قوة إسرائيلية في خان يونس، أمس.
ومع فجر الثلاثاء 8 تموز 2025، كانت إسرائيل على موعد مع صدمة أمنية مدوية شمال قطاع غزة، حين نفذت المقاومة الفلسطينية كمينا مركبا في منطقة بيت حانون أدى إلى مقتل وجرح نحو 20 جنديًا إسرائيليًا، في هجوم يُعد من أعنف وأدق الضربات منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في تشرين الأول 2023.وسمع سكان مدينة عسقلان دوي “الانفجار الكبير” وفق ما نقلته المواقع الإسرائيلية التي قالت إن أحد المصابين ضابط كبير.
وقال الإعلام الإسرائيلي -الذي تحدث عن العثور على جثث محترقة تماما لجنود فقدوا في الكمين- إن هذا الحدث من أصعب الأحداث التي تعرض لها الجنود منذ بداية الحرب.
وفي السياق، أفاد مصدر قيادي في كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لـ”الجزيرة” بأن مجاهديها نفذوا كمينا محكما ضد قوة متعددة التشكيل في بيت حانون، وكان على مراحل متعددة وأدى لمقتل وإصابة عدد كبير من الجنود.
وأوضح أن الكمين استهدف كتيبة نيتساح يهودا وهو الثالث الذي تتعرض له في بيت حانون، حيث تم استهدافها سابقا بكمين الزراعة والسكة، وهي حسب تقديره “أخطر 3 أحداث أمنية في تاريخها”.
وحذر القيادي في حديثه من أنه “إذا استمرت هذه الكتيبة في إجرامها فإننا نعد الاحتلال بتدميرها وإخراجها عن الخدمة”.
ولم يتوقف الكمين عند أبعاده الميدانية، بل فجر ارتدادات واسعة في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وأربك حسابات القيادة السياسية، وأعاد طرح سؤال مصيري: هل أدخلت المقاومة الفلسطينية إسرائيل مرحلة “كسر الردع” فعليًا؟ وما موقع هذا التحول في خريطة الحرب والمفاوضات معا؟
أظهر كمين المقاومة الفلسطينية حجم التآكل في البنية العملياتية للجيش الإسرائيلي، حيث تكررت الشهادات داخل الإعلام الإسرائيلي عن “فشل استخباري ذريع” سمح للمقاومة بزرع عبوات وتفخيخ مناطق دخول الجنود دون كشف مبكر.
ويرى المحلل العسكري رون بن يشاي -في تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن هذا الكمين في بيت حانون تمّ التخطيط له مسبقاً بذكاء، وهو يكشف تقصيرًا في الرقابة الجوية والاستخباراتية.
كما نقلت قناة “كان 11” الإسرائيلية عن ضابط ميداني في لواء ناحال قوله “الجنود وقعوا في كمين ناري مركّب.. العبوة الناسفة الأولى فجّرت المدرعة، وبعدها أُطلقت قذائف على ناقلة الجنود وجرافة دي 9، ثم استُهدف فريق الإخلاء.. لم نتوقع هذا السيناريو المتعدد المراحل”.
وأشار التقرير اليومي للجيش الإسرائيلي إلى 5 قتلى، وقرابة 17 جريحًا، بينهم ضباط. ولا يزال البحث جارياً عن 3 جنود مفقودين، وسط أنباء عن احتمال خطفهم من قبل كتائب القسام.
بدأت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي تحقيقا في الحادث، كما تم إطلاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (المطلوب للجنائية الدولية) على إفادة بالحادث خلال وجوده بالبيت الأبيض، حسب ما نقله الإعلام الإسرائيلي.
وسارع مكتب نتنياهو للدعوة إلى عقد جلسة طارئة للمجلس الوزاري المصغر، وسط تقارير إعلامية تفيد بانقسام داخلي حول شكل الرد المطلوب.