كتب عوني الكعكي:
البارحة كانت ذكرى مرور سنة على اغتيال شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله أمين عام حزب الله السابق وشهيد فلسطين.
تذكرت ما قاله السيّد حسن بعد عملية «البيجر» التي دمّرت 6000 عنصر من «فرقة الرضوان» التي تعتبر من خيرة فرق الحزب، بعضهم فقدوا أبصارهم، والبعض استشهدوا والبعض تقطّعت أوصالهم. يومذاك قال السيّد «إنّ إسرائيل متقدّمة علينا تكنولوجياً، وأنّ علينا أن نعيد حساباتنا بالنسبة لهذا التفوّق». والغريب العجيب أنّه قتل بعد عشرة أيام من عملية «البيجر» بعد وصول القنابل «هايفي هايد MK84» الأميركية، تلك القنابل معروف عنها أنها تستطيع أن تخترق 8 طوابق وتزن الواحدة طناً، واستعملت 80 قنبلة من هذا النوع. يومذاك كان على شهيد فلسطين أن لا يكون في لبنان، لأنه بعد عملية «البيجر» أصبح لبنان بالكامل مكشوفاً.
وهنا أحب أن أذكّر القرّاء الأعزاء عن عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني بينما كان خارجاً من مطار بغداد في 3 كانون الثاني (يناير) 2020، ومعه أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي. يومذاك عمدت إحدى المجندات في الـC.I.A بينما كانت تراقب على تلفزيونها، فشاهدت موكب اللواء سليماني يخرج من مطار بغداد. اتصلت بمديرها وأعلمته بالأمر، فكان جوابه: اضغطي على المفتاح التالي الذي هو أمامك على الكومبيوتر، ففعلت. فانطلقت صواريخ من قاعدة موجودة بالقرب من مطار بغداد دمرت موكب سليماني والمهندس.
نقول ونذكّر بهذه المعلومات فقط لنصل الى نتيجة أن الفرق بالمعلومات وبالإمكانيات المعلوماتية بيننا وبين إسرائيل -كما قال السيّد- كبير جداً، وأصبحنا مكشوفين لإسرائيل. وأكبر دليل على ذلك، أنه وبعد اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 27 نوڤمبر/ تشرين الثاني 2024، لا تزال إسرائيل تمارس الغدر والقتل وتصطاد عناصر الحزب، خصوصاً أنها تملك «داتا» المعلومات عن صورهم التي حصلت عليها من مهرجانات الحزب يوم كان يلقي خطبه أمام الجماهير، فصوّر العدو الحاضرين، وأصبحت «الداتا» التي تحتاجها إسرائيل معها للقيام بتصفية عناصر الحزب.
باختصار، ما تفعله إسرائيل من اعتداءات على مدار الساعة، في كل لبنان من الجنوب الى بيروت الى البقاع الى بعلبك، والحزب يتلقى الضربات ويسكت على أساس أنّ هناك اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل… هذه الاعتداءات تدل على عنجهية كبيرة.
الميزان العسكري اليوم ليس لصالح الحزب لعدّة أسباب:
1- هناك تفوّق إسرائيلي بالطيران، حيث تملك إسرائيل أحدث الطائرات في العالم.. ويكفي أن تكون إسرائيل قادرة على إرسال طائراتها الحديثة التي تزوّد بالوقود في الجو من فلسطين المحتلة الى إيران وإلى أي مسافة أخرى بسهولة.
2- تملك إسرائيل عدداً كبيراً من المسيّرات الحديثة التي تصل الى آلاف الكيلومترات، بينما الحزب يملك عدداً محدوداً منها.
3- إسرائيل تملك وسائل دفاع جوية مميّزة.. لا يستطيع الحزب أن يخرقها إلاّ بصعوبة فائقة. بينما الحزب لا يملك إلاّ العدد القليل وللأسف هي قليلة أو ضعيفة الفاعلية.
4- الحزب لا يملك طائرات عسكرية كما هي الحال مع إسرائيل.. ولو كان عنده طائرات فمن أين يمكن أن «تقلع»؟
5- ماذا عن الصواريخ التي كان يهدّد الحزب بها، حيث كان السيّد حسن يردّد: «عندنا آلاف الصواريخ التي تصل الى حيفا وإلى ما بعد حيفا؟» وعلى ما يبدو فإنها تبخرّت.
6- البعض يقول إنّ الصواريخ الذكية التي يملكها الحزب بحاجة الى «code»، وهذا الـ «code» بحوزة الحرس الثوري.. وهذا كلام مرفوض أيضاً.
النكتة الأخيرة التي أريد أن أتحدّث عنها هي تصريحات إيرانية… التي تقول إنّ الحزب قوي، وهو ينمّي قدراته.
كذلك، فإنّ أحد الإنجازات هي الذهاب بأعداد كبيرة من مناصري الحزب الى صخرة الروشة. وكأنّ ما قاله رئيس البرلمان الإيراني باقر قاليباف يحرّض الحزب على التسرّع، فإيران لا تزال تواصل تدخلها في الشؤون اللبنانية، فقد اعتبر رئيس البرلمان الايراني محمد باقر قاليباف أنّ «حزب الله أكثر حيوية من أي وقت مضى»، مشيراً الى أنّ «تزويد الحزب بالصواريخ ليس مستحيلاً». وقال «لو كنت قائداً لـ«حزب الله» لشنّيت الحرب على إسرائيل بعمق 100 أو 200 كلم».
وكان المرشد الإيراني السيد علي خامنئي نفسه قد قال: «إنّ قصة حزب الله باقية».