كتب عوني الكعكي:
يبدو أنّ نظام ولاية الفقيه لا يزال على حاله، إذ اعتاد أن يقول شيئاً ويفعل عكسها. هذا النظام استطاع أن
«يمشي» الحال مع الرئيس جو بايدن.
ولكن مع الرئيس دونالد ترامب فإنّ هذه الأمور لا يمكن أن «تمشي». وبالعودة الى الشعارات التي رفعها الرئيس ترامب أثناء الحملات الانتخابية نرى أنه طرح ثلاثة أمور:
أولاً: لبنان بلد جميل ولا يمكن أن يتعرّض كل 10 أو 15 سنة لحرب. لذا يجب أن تنتهي حالة الحروب خاصة أني أعلم الكثير عن الشعب اللبناني، فصهري زوج ابنتي لبناني.
ثانياً: حرب غزّة أيضاً يجب أن تنتهي، ومن أجل ذلك قام رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بزيارتين الى واشنطن، واجتمع الى الرئيس ترامب، وكان اللقاء ودّياً في المرّة الأولى، ولكن الرئيس الأميركي نصح رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بأنّ تلك الحرب يجب أن تنتهي. أما في الزيارة الثانية، فكان الرئيس ترامب غاضباً على نتنياهو وحذّره وأعطاه مهلة شهرين لوقف الحرب، وبالمناسبة فإنّ أكثر من شهر مضى، ولا يزال نتنياهو المتعنّت يحاول أن ينهي الحرب على أهل غزة، ولكن الحقيقة أنّه يزداد غرقاً في المستنقع هناك.
بالمناسبة، إذا كان نتنياهو يظن أنه بارتكاب المزيد من الجرائم، وممارسة أعمال عنف فظيعة ضد الشعب الفلسطيني سينتصر، فإنّ ذلك وهم، لأنه يؤسّس لأكبر حرب ضد اليهود في المستقبل، إذ إن أولاد القتلى سوف ينشأون على حقد لا حدود له ضد الشعب اليهودي. وهذا سيكون أكبر خطر على بقاء اليهود في فلسطين.
ثالثاً: الحرب الروسية – الأوكرانية يجب أن تتوقف، هذا هو رأي الرئيس ترامب، لأنها حرب عبثية لا يمكنها أن تفيد أحداً، بل العكس فإنّ نتائجها الاقتصادية ستكون كارثية على روسيا وعلى أوكرانيا.
الرئيس ترامب استقبل الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض وكان قاسياً معه أمام كاميرات محطات التلفزة، حتى أن البعض استغرب عنف وحدّة اللقاء.
أما في المرّة الثانية فقد تغيّرت المواقف، وكان الرئيس ترامب متجاوباً مع اللقاء… لكنه أصرّ على موقفه بضرورة انتهاء تلك الحرب.
أما اليوم، فالوضع يختلف في إيران، إذ بعد خسارة بشار الأسد وسقوطه مع نظامه، اصبحت ايران «مقطوعة» و «معزولة»، وسقطت فكرة الهلال الشيعي، ثم تلا ذلك سقوط «الحزب» أمام العدو الإسرائيلي في لبنان أيضاً. مما شكّل خسارة كبيرة لما يسمّى بأذرع إيران… وضاعت مليارات الدولارات التي دفعها نظام ولاية الفقيه على مشروع التشييع… كلها سقطت ولم يبق إلاّ بقايا الحوثيين. خاصة بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني في مطار بغداد ومعه أبو بكر المهندس قائد ميليشيا الحشد الشعبي.
أما اليوم، فالوضع في العراق يختلف عن السابق، خاصة بعد سقوط اللواء قاسم الذي اغتيل خلال خروجه من مطار بغداد -كما ذكرنا- بصاروخين أطلقا من مطار بغداد، ولكن «الزر» جاء من لوس انجلوس في أميركا عبر فتاة عمرها 22 سنة كانت أمام الكمبيوتر بعد أن أخذت إذناً من قائدها في الـC.I.A..
وتأكيداً على لعبة التقيّة، يقول قائد الحرس الثوري: «إنّ إيران لا تسعى الى امتلاك الأسلحة النووية، وقد أزالتها من «عقيدتها العسكرية». وفي مكان آخر، الشخص نفسه أي «قائد الحرس الثوري» يقول: «سنفتح أبواب جهنم على أميركا إذا ارتكبت حماقة ضدنا».
كذلك، فإنّ المرشد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي يقول: «إنّ موضوع حصول إيران على النووي لا يمكن أن تتراجع عنه».
وأيضاً الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان يقول: «إنّ إيران سوف تحافظ على الاستمرار في بناء مفاعلها النووي».
أخيراً، يبدو أن نظام ولاية الفقيه لا يزال لا يصدّق أن ما يقوله الرئيس الأميركي المميّز دونالد ترامب يفعله. لذلك نقول لنظام ولاية الفقيه: من حذّرك بشرّك. كما جاء في كتاب «نهج البلاغة».
aounikaaki@elshark.com