انطلقت في حرم جامعة بيروت العربية – فرع طرابلس، أعمال النسخة الثالثة من مؤتمر “نعم قادرون”، تحت عنوان “تمكين لبنان: دور المغتربين في النهضة الاقتصادية”، برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام ممثلاً بوزيرة التربية والتعليم العالي السيدة ريما كرامي، وبمشاركة رسمية واغترابيه لافتة. وشهد اليوم الأول كلمات افتتاحية أكدت أهمية الدور المحوري الذي يلعبه المغتربون في دعم الاقتصاد اللبناني، وضرورة تفعيل الشراكة بين الدولة والاغتراب في مسار التنمية الوطنية. وفي كلمتها شددت الوزيرة كرامي على ارتباط الإصلاح الاقتصادي بالنهوض بالقطاع التربوي، داعية أبناء طرابلس إلى الاستثمار في مدينتهم والمساهمة في تحقيق تنميتها المستدامة. وأشار مدير فرع الجامعة في طرابلس الدكتور هاني الشعراني إلى مبادرات مشتركة أطلقتها الجامعة بالتعاون مع الجاليات الاغترابيه، من بينها منصات لتأمين فرص العمل، ومشاريع تهدف إلى الترويج للسياحة الثقافية في المدينة. من جهته، رحب رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين – الفرنسيين في فرنسا أنطوان منسى بالمشاركين من دول الاغتراب، مؤكدًا إيمانهم العميق بلبنان الوطن الأم. وأشاد بالدور الاقتصادي للمغتربين، لاسيما من خلال التحويلات التي تجاوزت 6 مليارات و400 مليون دولار في العام 2024، متحدثا عن غضب المغتربين ازاء الدولة التي لم تقدم خلال 6 سنوات على اي خطوة من شأنها اعادة اموال المودعين ، لافتا الى انهم شبعوا دراسات وهم يتطلعون الى قرارات وتنفيذ ما تنص عليه المادة 113 من قانون النقد والتسليف التي تجبر الدولة على تغطية خسارة مصرف لبنان البالغة 74 مليارا، وهي قادرة ان ارادت، او على الاقل الاقرار بهذا الواجب، لاستعادة ثقة المغتربين بدولتهم. وشدد على التزام المغتربين بخدمة لبنان دون مقابل، ودعا إلى استعادة دور طرابلس الصناعي، والعمل معًا من أجل إعادة أموال المودعين وتحويل الوعود إلى قرارات حاسمة. وأكد رئيس مجلس التنفيذيين اللبنانيين ربيع الأمين أن انطلاقة العهد الرئاسي الجديد برئاسة العماد جوزاف عون تفتح آفاقاً نحو مرحلة إصلاحية شاملة تستوجب انخراط الطاقات اللبنانية كافة. وفي كلمته، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس توفيق دبوسي أهمية تحويل المدينة إلى منصة اقتصادية متقدمة للبنان والمنطقة، فيما أضاء رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور وائل عبد السلام على دور الطاقات الاغترابية في تحفيز عجلة النمو. وشهد المؤتمر في يومه الأول جلسات حوارية شارك فيها عدد من الوزراء والخبراء وممثلي الجاليات اللبنانية في الخارج، تناولت أبرز التحديات الاقتصادية وسبل تحفيز الاستثمار، إلى جانب قضايا القوى العاملة المستقبلية، والتحول الرقمي، والحوكمة. ودعا وزير الصناعة جو عيسى الخوري إلى إعادة هيكلة الاقتصاد على قاعدة الإنتاج، فيما شددت وزيرة السياحة لورا الخازن على أهمية تبني رؤية متكاملة للسياحة المستدامة. أما وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية فادي مكي، فأكد أن التحول الرقمي يشكل ركيزة أساسية لتطوير العمل الحكومي وتحسين بيئة الاستثمار. وأكد المشاركون في ختام اليوم الأول أن استنهاض الاقتصاد اللبناني يتطلب رؤية وطنية موحدة، وشراكة فعلية بين اللبنانيين المقيمين والمغتربين، بما يعزز الثقة ويفتح آفاق النمو.
الأمين…
قال رئيس مجلس التنفيذيين اللبنانيين، ربيع الأمين في المناسبة، ان اللبنانيين في الاغتراب ملتزمون بدعم وطنهم الأم، معتبرًا أن المغتربين لم يكونوا يومًا بعيدين عن قضايا لبنان، بل كانوا دومًا “الشريان الذي يمد الوطن بمقومات الحياة”.
وأكد أن “الاغتراب اللبناني لم يكتف بالتحويلات المالية، بل مثل نهرا من الخبرات المهنية المتنوعة في خدمة لبنان”، مشيرًا إلى أن المؤتمر اليوم “خير دليل على هذا الالتزام المستمر”.
وتوقف الأمين عند أهمية المرحلة السياسية الراهنة، معتبرا أن لبنان يدخل عهدا واعدا برئاسة فخامة الرئيس جوزف عون، مؤكدا أن ما ورد في خطاب القسم من التزام بإعادة بناء الدولة وعودة لبنان إلى محيطه العربي، يعكس توجها جديا نحو الإصلاح والنهوض، كما أثنى على تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة القاضي الدكتور نواف سلام، والتي وصفها بأنها تضم “خيرة السيدات والسادة من أصحاب الكفاءة والاختصاص”.
وإذ أمل أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة تعاون وإنجاز، حذر من التحديات الكبرى التي لا تزال تواجه لبنان، مؤكدًا أن هذا المؤتمر “محاولة للمساهمة في تخطي هذه التحديات من خلال النقاشات وأوراق العمل”.
نبذة عن المؤتمر..
ويُنظم مؤتمر “قادرون” الذي يُعقد يومي 26 و27 أيار/مايو 2025 تحت عنوان تمكين لبنان: دور المغتربين في النهضة الاقتصادية”“، من قبل تجمع رجال الأعمال اللبنانيين – الفرنسيين في فرنسا (HALFA)، بالتعاون مع جامعة بيروت العربية، وزارة الصناعة، وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية، وزارة الاقتصاد والتجارة، اتحاد المصارف العربية، غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان ا