أعادت مشهدية قطع الطرق والدواليب المحروقة صباحاً اللبنانيين إلى حقبة ما قبل العهد الجديد، وتحديدا الى زمن الازمة الخانقة التي عصفت بالبلاد وقبلها الى 7 ايار حينما استخدمت العنواين المطلبية توطئةً لكابوس لا يزال يقض مضاجع الذاكرة الأهلية. غير أنّ تحرك الامس المطلبي الذي نفذه العسكريون المتقاعدون بقي منزوع “الصاعق”، على رغم تزامنه مع ذكرى تفجير البيجر في 17 ايلول 2024 ، بما تحمل من معانٍ، فاكتفى العسكريون ممن تجمعوا، تحت شعار المطالبة بحقوقهم لا غير، بقطع مفاصل في بيروت وطرابلس، ما حال دون وصول بعض المواطنين من عمال وموظفين وطلاب إلى مراكز عملهم ومدارسهم.
وعلى وقع التحركات المطلبية للعسكريين المتقاعدين، اجتمعت الحكومة من جديد لدرس فذلكة الموازنة، على ان تتوالى الجلسات الى حين اقرارها. في الاثناء، بقي قانون الانتخاب في الواجهة غداة اعادة الحكومة كرته الى مجلس النواب.
دور الانتشار
في السياق، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان دور اللبنانيين في بلاد الانتشار أساسي في دعم وطنهم الام “وطبيعي ان يكون لهم الحق في المشاركة في القرار الوطني اللبناني”، لافتا الى ان المساعدات التي يقدمها أبناء الانتشار الى ذويهم في لبنان تركت اثرا فاعلا في مواجهة الازمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان”. كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفد “الشراكة اللبنانية الأميركية للنهضة” (LARP)، وأكد العمل على تحقيق الأهداف التي يتطلع اليها جميع اللبنانيين سواء المقيمين او المنتشرين لجهة محاربة الفساد وتحقيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية.
جعجع لبوصعب
من جانبه، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في بيان ان “بعدما أصبح موقف الحكومة واضحًا في شأن الملاحظات والتعديلات الواجب إدخالها على قانون الانتخاب الحالي، وبعدما كلّفت وزير الداخلية نقل هذه التعديلات والملاحظات إلى اللجنة النيابية الفرعية المكلّفة دراسة القانون، يبقى على رئيس اللجنة، نائب رئيس المجلس النيابي النائب إلياس بو صعب، أن يدعو إلى اجتماع في أقرب وقت ممكن، لأخذ ملاحظات الحكومة في الاعتبار والقيام بما يلزم، تمهيدًا لإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها من دون أي تأخير، لا سيّما أننا أصبحنا على مشارف بدء تسجيل المغتربين في الخارج”.
ذكرى “البيجر”
على صعيد آخر، وفي الذكرى الاولى لتفجير البيجر، توجه الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بكلمة وجدانية الى جرحى “البيجر”. فقال: أراد العدو أن يبطل قدرتكم، أراد أن يخرجكم من المعركة. أنتم الآن دخلتم إليها بقوة أكبر، بنشاط أكبر. بعضكم يريد أن يُكمل الدراسة الجامعية، بعضكم يريد أن يفتح مشغلًا، بعضكم يريد أن يعمل في الحقل الاجتماعي، أحدكم يريد أن يرقّي وضعه الثقافي، وآخر يريد أن يشتغل في الموضوع الإعلامي. مع استعانتكم بالإخوة والأخوات من حولكم، هناك إبداعات أنتم تقدّمونها الآن. أنا أشجعكم وأقول لكم: استمروا. لا تظن أن ما تفعله أنت أيها الجريح، أيتها الجريحة، أمر صغير، لا، هو كبير، لأن قيمته مع جراحكم أعظم بكثير من قيمته لو كان مشابهًا من دون هذه الجراحات. لأنه هنا يوجد روح، يوجد نور، يوجد عطاء، يوجد جهاد، يوجد تقديم إلى الأمام.
الحكومة تتعمد
اما عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله فأعلن أن “جيش الاحتلال الاسرائيلي بات يحتل ما مساحته مئة كلم مربَّع من الأراضي اللبنانيَّة على طول الحدود الجنوبيَّة، ويقيم منطقة عازلة يمنع فيها أي شكل من أشكال الحياة كما يفعل مع العديد من القرى الحدوديَّة، وفي الوقت نفسه يواصل اعمال القتل اليوميَّة ضدَّ المواطنين اللبنانيين من دون أن تقوم الحكومة بأي خطوات عمليَّة ورفع الصوت دوليًّا على الأقل لمواجهة سفك دماء مواطنيها، بل تتجاهل ما التزمته في بيانها الوزاري في العديد من النقاط، بينما لا عمل لبعض من فيها سوى الحديث عن مفردة جزئيَّة في عمليّة انتقائيَّة، وينسى ما كُتب في البيان وما أقرَّه اتفاق الطائف من حقِّ المقاومة، غير المعنيَّة ببند سحب سلاح الميليشات، لأنَّ موضوعها يندرج تحت بند استخدام الوسائل كافَّة لتحرير الأرض، يأتي في طليعتها المقاومة الباسلة، كما أقرَّت الحكومات المتعاقبة على مدى خمسة وثلاثين عامًا”. وأشار إلى “تعمُّد الحكومة تجاهل ملف اعادة الاعمار حيث لم تضمِّن موازنتها أي اعتمادات في هذا الشأن وطالبها بالايفاء بتعهداتها في هذا المجال خلال جلسات مناقشتها للموازنة العامَّة”.
استفزاز البيارتة
ليس بعيدا، تفاعل إعلان حزب الله رفع صورتي أمينيه العامين السابقين على صخرة الروشة في اطار احتفالات اغتيالهما. فقد كتب النائب وضاح الصادق عبر منصة اكس: “رفع صور السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين على صخرة الروشة غير مقبول من كل النواحي، فهما ليسا شخصيتين رسميتين، وترفع صورهما في مدينة يرفض معظم سكانها سياستهما، بل إن بعضهم يتهمهما بالاشتراك في قتل زعيمهم، عدا عن أن الجهة التي أرادت رفع صورهما لم تستحصل على أي ترخيص من البلدية أو الوزارة. والأنكى أن حزبهما، كما جرت عادته، يحذر من الانجرار إلى حرب أهلية، لكنه لا يفوت مناسبة إلا ويستفز البيارتة. ولا ينبغي أن ننسى أن اليوم المجيد ما زال محفورا في ذاكرة أهل بيروت. على الحكومة، التي أظهرت قوة في قراراتها، أن تمنع الحزب وغيره من أي مظاهر استفزازية، صونا للسلم الأهلي في البلاد”.
اعتراض اليونيفيل
ميدانيا، تم اعتراض دورية تابعة لليونيفيل في بلدة الزرارية بقضاء صيدا، تتجول داخل البلدة من دون مرافقة الجيش اللبناني.