منطق التوحش في غزة

بقلم عماد الدين أديب
حينما يشاهد الإنسان العربي برنامجاً حوارياً في أي قناة عالمية بين محاور أجنبي وضيف إسرائيلي هذه الأيام يصاب بارتفاع في الضغط، وتوتر في سكر الدم، ويكاد يفقد ما بقي من رجاحة عقله.
حينما يقول له المحاور: أنتم تقومون بحرب إبادة! يرد الضيف الإسرائيلي: أبداً، نحن نهاجم الأماكن التي تحتمي بها حماس وتتمترس بالمدنيين كونهم دروعاً بشرية!
وحينما يقول له المحاور: أنتم تقتلون النساء والشيوخ والأطفال عن طريق التجويع ومنع المساعدات! يرد الضيف: «أبداً نحن أكثر من قدم مساعدات وسمح بها إلى الفلسطينيين في غزة، ولكن السبب في نقصها يرجع إلى أن «حماس» تستولي عليها لنفسها وتتاجر بها!».
وحينما يقول المحاور: أنتم تعطلون أي إمكانية لإنجاز المفاوضات التي تتم بواسطة مصرية قطرية أمريكية، وتسببون التعمد لإفشالها عن قصد! يرد الضيف: أبداً نريد من حماس تسليم السلاح وتسليم الرهائن، والتوقف عن أي عداء لإسرائيل!
وحينما يقول المحاور، بعدما يكون قد نفد صبره وأعيته إجابات الضيف الإسرائيلي: أنتم تجعلون حياة أهل غزة مستحيلة تماماً حتى ترغموهم على الهجرة! يرد الإسرائيلي ببرود وثفة: «أبداً نحن نعطيهم حق الهجرة الطوعية إلى أي مكان يختارونه».
وحينما سأله المحاور: وهل بعد السفر لهم الحق في العودة؟ يرد الإسرائيلي: ما دام سيهاجر فليبقَ في المكان الذي اختاره.
إنه منطق غطرسة القوة، وترديد الواقع، واغتيال الحقائق اعتماداً على سياسة القوة المتوحشة التي تخضع لمظلة الحماية الأمريكية لكل هذا الجنوب الباطش.
مثل هذا المنطق هو أبشع منطق ضد السلام.
عماد الدين أديب