مَن تسبّب بجر إسرائيل لتدمير لبنان؟

كتب عوني الكعكي:

عندما قرّر «الحزب» الدخول الى معركة «إسناد غزة»، هل نسّق أو اتفق مع الدولة اللبنانية؟ وأين شعار شعب جيش مقاومة؟

يبدو أن القرار اتخذه الحزب بدون مشورة الدولة ولا الجيش، لذلك وانطلاقاً من ذلك، فإنّ من اتخذ القرار عليه أن يتحمّل أعباءه.

أما الكلام الذي يصدر عن مسؤولين في الحزب حول مسؤولية الدولة في إعادة إعمار ما هدمته إسرائيل… فهذا الكلام غير مقبول وغير منطقي.

ذكرني كلام السيّد حسن فضل الله بالمثل الشعبي القائل: «ضربني وبكى وسبقني واشتكى».

يا جماعة الخير، أقولها اليوم وأكرّر هذا الكلام منذ «عيد التحرير» في حزيران عام 2000.. مهمة «الحزب العظيم» انتهت طالما أعلنت إسرائيل انسحابها من الأراضي اللبنانية مع الإبقاء على «مسمار جحا»، أي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهذا يذكرني بالمفاوضات التي جرت بين مصر والعدو الإسرائيلي يوم الاتفاق على الانسحاب من سيناء.. أعني هنا تنفيذ اتفاق «كامب ديڤيد»، إذ تبقى من الاتفاق رفض إسرائيل الانسحاب من «طابا»، وبقيت هذه القضية معلقة لمدة 5 سنوات، حيث كانت إسرائيل تطالب مصر أن تدفع تعويضاً لصاحب الفنادق في «طابا»، ومصر ترفض لأنّ «طابا» أرض مصرية… فما كان من الرئيس أنور السادات إلاّ أن أرسل صديقاً مقرّباً منه، وكلّفه أن يشتري الفندق، وتحلّ المشكلة. مع العلم أنّ الدولة المصرية كانت ترفض لأنّ ذلك يشكل تأكيداً بأنّ «طابا» أرض مصرية.

يستخلص من قضية «طابا» إن المكر والتلاعب والتحايلات اليهودية، وهم مشهورون بالكذب واللفّ والدوران، ولكن الرئيس السادات تبيّـن أنه كان أذكى منهم…

فلنتعلم من هذا الدرس، أن التعامل مع إسرائيل صعب جداً. لذلك علينا أن نعمل تحت نظرية «خذ وطالب».

بالعودة الى عام 2006، والحرب التي بدأها «الحزب» بخطف جنديين والتي أدّت الى حرب دامت 33 يوماً كانت نتيجتها قتل وجرح 6000 مواطن وعسكري من الجيش ومن عناصر الحزب، والأهم كانت الخسائر على صعيد الهدم في المباني، والأسوأ ما فعلته إسرائيل بالضاحية الجنوبية لمدينة بيروت من تدمير بيوت وتهديم أبراج من المباني… وبلغت الخسائر المالية أكثر من 16 مليار دولار. يومها هرعت قطر لنجدتنا، وجاء أميرها الى الضاحية في أوّل يوم من وقف إطلاق النار، وكذلك فإنّ المملكة العربية السعودية قد أعادت إعمار الكثير من القرى على الشريط الحدودي وغيرها.

أما اليوم، فالدول العربية أخذت قراراً بأنها سوف تساعد ولكن بشروط، ولن تقبل أعذار السيّد «لو كنت أعلم»: شرطها الأول أن تستعيد الدولة دورها الطبيعي وأن تكون هي السلطة الوحيدة وصاحبة القرار.

على كل حال، علينا أيضاً أن نعرف أن هناك متوجبات على دول الخليج نحو سوريا، إذ يتوجب عليها أن تقف الى جانب النظام السوري الجديد الذي يبدو أن العرب استعادوا سوريا من يد الجمهورية الإسلامية في إيران.

باختصار، المسؤول هذه المرّة لا يوجد شعار «لو كنت أعلم»، خصوصاً ان صاحب الشعار لم يعد موجوداً، ويجب أن تكون هذه الحرب درساً كبيراً يجب أن نتعلم منه، خصوصاً أن السيّد وقبل اغتياله كان قد اعترف بتفوّق إسرائيلي على صعيد التكنولوجيا والتطوّرات العلمية، يكفي عملية «البيجر»، وكيف قُتل السيّد حسن نصرالله شهيد فلسطين ومعه رفاقه من الصف الأول وأبناء خالته.

كفى جهبذات ورفع الأصوات والبكاء، والتزموا بالعودة الى الدولة، لأنّ تجربتكم بالدولة كانت فاشلة، فاتركوا الدولة لرجالات الدولة.

aounikaaki@elshark.com