ندوة في مركز العلوم عن مستقبل الزراعة والثروة الحيوانية ومطالبة بتوفير بنية متطورة

نظّم مركز العلوم والتكنولوجيا في بيروت، ندوة علمية بعنوان “واقع قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية في لبنان: مشاكل وحلول”، في حضور ممثلين عن الوزارات والشركات والمزارعين.

نوفل

بداية، تحدث المدير العام للمركز داوود نوفل عن “تأسيس المركز في العام 2021، وأهدافه لتعزيز التنمية العلمية والابتكار في لبنان”، وأوضح أن “المركز يضم ثلاثة أقسام رئيسية هدفها تسريع تحويل المشاريع العلمية إلى مشاريع إنتاجية وتأمين مال للإستثمار”، مقدّما “لمحة عن أبرز مشاريع المركز ، شركة “Mother Root” للاستنساخ النباتي الذي يشارك الاكتفاء الذاتي في إنتاج البطاطا والشتول، شركة إنتاج الكواشف المخبرية السريعة DKF ومعمل لتصنيع منتجات علاج الأسنان DCP” .

ثم ناقشت الندوة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي والثروة الحيوانية، حيث تم التطرق إلى تحسين استخدام الأراضي الزراعية عبر تقنيات الزراعة البينية والحراجية، وأهمية اعتماد الري الذكي والإدارة المتكاملة للمياه لمواجهة أزمة مياه الري، كما تناولت الإدارة المتكاملة للآفات الزراعية ودور زراعة الأنسجة النباتية في تعزيز مقاومة المحاصيل لتغير المناخ، إلى جانب عرض مشروع “Mother Root” للاستنساخ النباتي.

وفي محور الثروة الحيوانية، ثم تسليط الضوء على الأزمة الراهنة التي يعاني منها القطاع من نقص في الأدوية البيطرية وغياب دعم الصناعة الوطنية، مع تأكيد أهمية تعزيز الإنتاج المحلي وحماية المزارعين من التهريب، وتمت مناقشة دور شركات وطنية في تطوير الصناعات البيطرية ودعم المستلزمات الحيوانية، مع دعوات الى توفير بنية تحتية متطورة وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحديث هذا القطاع الحيوي.

وفي ما يلي أبرز المداخلات والمحاضرات التي عرضت في الندوة:

عميدة كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية نادين ناصيف أكدت “أهمية إشراك كليات الزراعة في تنفيذ الاستراتيجية الزراعية”، مشيرة إلى “استعداد الكلية لتقديم خبراتها البحثية لتعزيز سلسلة القيمة الزراعية”.

مديرة قسم الزراعة في الجامعة اللبنانية لميس شلق دعت إلى “استراتيجيات زراعية مرنة لمواجهة التغير المناخي”، مشددة على أن “الأمن الغذائي في خطر ما لم يُحسن إدارة الموارد والتكيف مع التحولات البيئية”.

المستشار الإقتصادي في IDAL عباس رمضان، عرض “مقترح إنشاء صندوق تمويل بفائدة 1% لتحديث الزراعة ودعم مشاريع تعتمد التكنولوجيا الحديثة بهدف زيادة الإنتاجية وتعزيز القدرة التنافسية”.

رئيس فرع الري والرصد الجوي ايهاب جمعة عرض تقريرا عن أزمة مياه الري في لبنان، وشدد على “ضرورة تبني تقنيات الري الذكي والإدارة المتكاملة لضمان استدامة الموارد المائية والزراعية”.

إيليا شويري قدم عرضًا عن الإدارة المتكاملة للآفات للحد من الأمراض الزراعية، مع التركيز على البحث العلمي ودعم المزارعين لتحسين جودة الإنتاج.

رئيس نقابة مربي الماشية خير الجراح ، سلّط الضوء على تأثير الزيوت المهدرجة الضارّة على قطاع الأبقار في لبنان، واشار إلى “غياب قوانين صارمة لمراقبة جودة الأعلاف، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وانتشار الغش في منتجات الألبان”، وأكد أن “صحة القطيع أساس الأمن الغذائي”، ودعا إلى “تشريع صارم وتفعيل دور البلديات والتعاونيات لدعم القطاع”.

ممثل مشروع “واتر مالون” حسين حطيط عرض مشروعًا لزراعة محاصيل مقاومة للجفاف مثل الكينوا والدخن الإثيوبي في المناطق الجافة، بهدف ترشيد استهلاك المياه وزيادة مرونة الزراعة، مع الإشارة إلى التحديات التقنية والزراعية التي تواجه هذه المحاصيل، ومثال نجاح زراعة القمح الأحمر في عرسال.

رئيس الإتحاد اللبناني للغوص والإنقاذ علي المقداد، ناقش العوامل المؤثرة على الثروة السمكية والبيئة البحرية في لبنان، مثل التلوث بالصرف الصحي ونفايات المستشفيات، وأضرار عمليات غسيل الرمال على قاع البحر، مؤكدا “حاجة النظام البحري لفترة طويلة للتعافي”، واقترح “حلولا مبتكرة كدمج تربية الدواجن مع تربية الأسماك للاستفادة من مخلفات الدجاج كغذاء للأسماك”.

اشارة الى ان الندوة تعكس توجها وطنيا شاملا يضم خبراء وأطرافًا معنية لتطوير قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية في لبنان، مع التركيز على الابتكار والاستدامة وتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز النمو الاقتصادي الوطني.