كتب عوني الكعكي:
ربّ العباد وحده يرضي العباد.. هذا القول ينطبق على بعض الناس الذي لا يعجبهم عجب ولا الصيام في رجب.
إذ يرى هؤلاء كل خطوة إيجابية غير كافية والمطلوب أكثر منها بكثير.
لو سلمنا جدلاً أنهم على حق، فإنّ هناك سؤالاً بسيطاً: ما هو البديل؟
بصراحة وبكل بساطة، وبعد سنوات طويلة منذ عام 1975 وحتى عام 2025، أي منذ خمسين سنة من الحروب العبثية، لا بدّ من القول: الحمد لله… نعم الحمد لله على كل شيء.
الحمد لله أولاً على أن هناك بصيص أمل أن نصل الى حل سلمي لكل القضايا العالقة منذ سنين:
أولاً: الحمد لله أننا انتخبنا رئيس جمهورية جديد، خارج محور المقاومة والممانعة، يتمتع بصفات حميدة من حرية الرأي وعدم الارتهان الى أي فريق. هو رجل له تاريخ في اتخاذ القرارات المصيرية، رجل لا يمرّر ولا يقوم بتسويات مشبوهة.. إنه رجل القرار يتخذه وينفذه بسرعة فائقة لكنها خطوة جريئة وحكيمة.
ثانياً: الحمد لله، تشكلت حكومة خلال أسبوعين، بدل الترنّح في الفراغ سنة أو أكثر ننتظر موافقة «طفل الأنبوب» على الوزارات التي يختارها ويصرّ عليها.. والأهم أنها المرّة الأولى التي تشكل فيها حكومة من خارج محور الممانعة وحلفائه.
ثالثاً: الحمد لله أنّ قرار سحب السلاح حسب ما جاء في الحكومة السابقة، ولم ينفذ يومذاك، أقلّه السلاح الفلسطيني الذي تحدثنا عنه أمس، إذ بدأت عملية التنفيذ ولو بخطوة خجولة.
رابعاً: بدأ لبنان يعيد علاقاته العربية بدءاً بالمملكة العربية السعودية التي عادت الى الساحة اللبنانية من خلال مساعدة لبنان وسوريا على الاستقرار والأمن وإعادة الحياة الطبيعية فيهما.
خامساً: إعادة العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والسماح لأهل الإمارات بالسفر الى لبنان بعد أن كان متعذراً عليهم ذلك.
سادساً: تمتين العلاقات مع دولة العراق، ويكفي المساعدات النفطية التي تقدّمها الى لبنان من خلال شحنات الفيول التي تقسم الى قسمين: قسم كمساعدات مقابل بضائع لبنانية، وقسم يُدفع بالتقسيط المريح.
سابعاً: الرحلة التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية الى الجزائر، والتقديمات التي منحها الرئيس الجزائري كمساعدات مجانية نفطية الى لبنان.
بالعودة الى موضوعين: الأول يتعلق بالسلاح الفلسطيني… وهذا تم الاتفاق عليه نهائياً مع القيادة الفلسطينية. لكن يبقى أن بعض الأطراف ستحاول التملّص من الاتفاق، لكنها ستقبل بالأمر الواقع في النهاية، لأنّ الدولة مصرّة على التنفيذ وحريصة على أمن البلد.
اما بالنسبة لسلاح المقاومة وهو يتعلق بقرار إيراني، فلا شك أن هذا الموضوع يحتاج الى وقت أطول. أولاً: بسبب التصرفات العدوانية الإسرائيلية، وما تقوم به من اعتداءات عسكرية يومية على لبنان جنوباً وشرقاً وبدون توقف، وبحجج كاذبة واهية، لكنها تستغل الظروف وهذا هو المنطق اليهودي، وهذا ليس سرّاً لأنّ الذي يعرف الطبيعة اليهودية والمكر اليهودي لا يمكن أن يُفاجأ أبداً.
إنّ المعالجة الهادئة والعاقلة التي يقوم بها الرؤساء الثلاثة، لا بدّ أن تثمر بعد إعطائهم المزيد من الوقت، لأنّ الطريق الوحيد والسليم للاستقرار هو في تنفيذ القرار برويّة وتفهم وحكمة وحسن إدراك.
من ناحية ثانية، لا بدّ من القول إنّ على أميركا أن تمارس بعض الضغوطات على رئيس حكومة «إسرائيل» بنيامين نتنياهو، لأنه أكبر إنسان استغلالي، يعيش حالة خوف بسبب فشله في تحقيق أي من أهدافه في غزة بعد مرور حوالى السنتين.