نظام “الملالي”… صُنِعَ في إيران أم في؟؟؟

كتب عوني الكعكي:

 

هذا السؤال لا يحتاج الى جواب… لأنّ ما جرى ليل السبت – الأحد يؤكد أنّ هذا النظام لم يُصْنَع في إيران… بل هو صناعة أميركية بامتياز… وقبل أن ندخل في الموضوع لا بدّ من أن نتحدّث قليلاً عمّا جرى الأول من أمس، بعد عدّة أيام من التهديدات الايرانية الكبيرة… بالردّ على تفجير القنصلية الايرانية في دمشق، واغتيال مجموعة من الحرس الثوري الايراني..

والأنكى.. ان إسرائيل كما جاء في الأخبار… انتظرت خروج السفير الايراني لتدمير القنصلية..

بالفعل، هذه ليست الضربة الأولى التي يتلقاها الحرس الثوري الايراني من إسرائيل، فلا بدّ من أن نتذكر عملية اغتيال قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني ومعه أبو مهدي المهندس نائب رئيس «الحشد الشعبي» يعني حزب الله العراقي.

بعد طول انتظار جاءت الضربة مخيبة لآمال طموحات «الوعد الصادق» ولتمنيات الذين يؤمنون بموضوع الاعتماد على المرجعية التي تعد بتحرير القدس وفلسطين… ليتبيّـن بعد أن عشنا ليلة طويلة مع فيلم رعب ان المسألة مفبركة. لكن المصيبة ان الناس كانوا يعلمون انه «فيلم هندي سخيف».

وكأنّ العمليات التي تقوم بها أذرع إيران في المنطقة، لم تعد تلبّي طموحات آية الله، فشمّر عن زنوده ونزل الى ساحة القتال… وليته لم ينزل، وبقي صامتاً لأنّ ما حدث هو فضيحة الفضائح وكارثة الكوارث.

هنا عندي سؤال هو: إنها المرّة الأولى عندما تكون هناك حرب بين فريقين يعلن الفريق الذي يجب أن يفاجئ الفريق الآخر بما يسمّى «عنصر المفاجأة»، فالعالم كله كان ينتظر الأخبار والتوقيت والمعلومات التي كانت إيران تبثها عن عدد الطائرات المسيّرة، الى عدد الصواريخ التي سوف تدمّر إسرائيل من خلالها، لنفاجأ بأنّ النتيجة كانت بالفعل مهزلة المهازل، وليتهم سكتوا… وهذه نصيحة لن يتقبلوها بالطبع.

على كل حال، نعود الى عنوان مقالي اليوم والسؤال هو: من صنع «نظام الملالي» في إيران؟

بكل بساطة وصراحة، «نظام الملالي» في إيران هو ردّ فعل من أميركا، وتحديداً وزير خارجيتها مستر هنري كيسنجر اليهودي الذي تبوّأ مركز وزير خارجية أميركا، فجاء الى منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً الى إسرائيل اثناء حرب أكتوبر المجيدة، ويُقال إنّه بحث مع رئيسة حكومة العدو الاسرائيلي ان إسرائيل لا تستطيع أن تعيش مع جيرانها العرب، وبالأخص مع سوريا والعراق خصوصاً، ان هذين البلدين يملكان أقوى جيشين في المنطقة بعد الجيش المصري، الذي اضطر الرئيس المصري أنور السادات أن يذهب الى مشروع الصلح مع إسرائيل بعد تهديد أميركا باستعمال النووي إذا لم يتوقف الجيش المصري الذي عبر ودمّر «خط بارليف»، وكان ينوي أن يكمل طريقه الى القدس.

كذلك، فإنّ الجيش السوري وصل في الأيام الأولى من هذه الحرب الى نهر الأردن، ولولا التدخل الاميركي المباشر عبر الجسر الجوّي بنقل الاسلحة والطائرات والقذائف المتطوّرة والصواريخ الدقيقة التي غيّرت وجه المعركة، وأجبرت سوريا على الانسحاب، واستغلت إسرائيل الموقف وقامت قواتها بعملية التفاف على القوات السورية محاولة قطع الطريق والوصول الى دمشق، لكن في الأمر شيء آخر، وهنا لا بدّ أن نعطي الرئيس صدّام حسين حقّه الذي أرسل الجيش العراقي لينقذ الجيش السوري، حيث حضر الجيش العراقي الى ساحة الحرب من دون أي مقترحات واستطاع أن يوقف تمدّد وتقدّم الجيش الاسرائيلي.

هذا كله تاريخ معروف. وهنا لا بدّ من أن نقول إنّ كيسنجر ذهب الى إيران وطلب من شاه إيران أن يدمّر الجيش العراقي، وذلك ضمن مشروع طائفي يقوم على ما يسمّى بالتشييع… أي يجب أن تنشب حرب بين أهل السنّة وبين الشيعة.. و»نظام الملالي» سوف يجبر أهل العراق على التشيّع ضمن مشروع ولاية الفقيه، أي أن يتحوّل مليار وخمسماية مليون سنّي الى شيعة.

رفض الشاه الحرب ضد العراق، لذلك قرّر هنري كيسنجر أن يخلع الشاه، ويأتي بآية الله الخميني الذي كان يختبئ في العراق في النجف خائفاً من الشاه، فنُقل الى فرنسا وتحديداً الى باريس، واستأجروا له منزلاً باسم المخابرات المركزية الاميركية CIA، وحضّروه ليعود الى طهران ويخلعوا الشاه وليتم تنصيبه مكانه.

هذا ما حدث وكان ذلك عام 1978. ولم يمضِ على وجود آية الله الخميني أكثر من سنتين حتى بدأت حرب عام 1980 ضد العراق تحت نظرية التشييع.. ودامت تلك الحرب 8 سنوات، وخُطّط لها أن يخسر الفريقان، وممنوع أن يربح أي فريق، مما أدّى الى تدمير الجيشين والبلدين، وهذا ما حدث. حيث قال آية الله الخميني إنه يتجرّع كأس السم عندما أبرم اتفاق وقف اطلاق النار.

وكانت النتيجة تدمير أكبر قوتين إسلاميتين: إيران والعراق، والتدمير بدأ بالجيشين بالاضافة الى خسائر 1000 مليار دولار لكل دولة كي تعود كما كانت. وهكذا بدأت المؤامرة.

نهاية الأمر، فمهما حدث قبل يومين وما سيحدث ليس إلاّ من تأليف وتنظيم وإخراج المخرج الكبير الكاوبوي والسلام عليكم ورحمة الله.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق