نقابة وسطاء التأمين ترسم ملامح المرحلة المقبلة: خريطة طريق جديدة حتى 2027

في خطوة تعكس دينامية متجددة داخل قطاع التأمين في لبنان، نظّمت نقابة وسطاء التأمين  ورشة عمل في 22 أيلول 2025 بفندق  في فقرا، خصصتها لإطلاق خطتها الاستراتيجية للأعوام 2025 – 2027، وذلك عقب انتخاب رئيسها طلال الأنسي ومجلسها الجديد.

الورشة لم تكن مجرّد لقاء داخلي، بل محطة مفصلية هدفت إلى وضع رؤية واضحة لمستقبل النقابة في ظل التحديات التي يواجهها القطاع. فقد شدّد المشاركون على ضرورة إعادة تنظيم شروط الترخيص وضبط بيع المنتجات التأمينية بالطرق الغير نظامية، وهو بند يعكس توجهاً حاسماً نحو ترسيخ الشفافية وحماية السوق من الممارسات العشوائية.

كما برز في الخطة توجه نحو تعزيز الأنظمة واللوائح وتوسيع حضور النقابة محلياً ودولياً، بما يفتح المجال أمام تفعيل الشراكات مع جمعيات واتحادات إقليمية ودولية، ما من شأنه أن يرفع من مستوى المهنة ويضع لبنان على خريطة التأمين العالمية.

ومن القضايا التي حظيت بأهمية خاصة، تطوير مبادرات التأمين الصحي الجماعي، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى حلول تأمينية أكثر عدالة واستدامة للشرائح المختلفة. كذلك، جرى التركيز على دعم التطوير المهني المستمر عبر الندوات والمؤتمرات، وهو ما يترجم التزام النقابة برفع كفاءة الوسطاء ومواكبة المستجدات العالمية في القطاع.

ولم تغفل الخطة جانباً أساسياً يتمثل في الحفاظ على المحفظة التأمينية وضمان استدامة الأعمال، بما يعكس رؤية اقتصادية بعيدة المدى تسعى إلى تأمين الاستقرار للوسطاء وللسوق على حد سواء.

أما اللجان الجديدة التي تشكّلت خلال الورشة، فستكون الذراع التنفيذية لهذه الخطة، إذ ستعمل بشكل تكاملي لضمان تحقيق نتائج ملموسة تترك أثراً طويل الأمد على النقابة وأعضائها وعلى قطاع التأمين ككل.

بهذا المعنى، يمكن القول إن نقابة وسطاء التأمين دخلت مرحلة جديدة من التنظيم والتخطيط، حيث لم يعد الحديث مقتصراً على مواجهة الأزمات الآنية، بل على بناء مسار استراتيجي يعزز حضورها كمكوّن أساسي في الاقتصاد اللبناني، ويرسّخ دورها كجسر يربط بين السوق المحلي والمعايير الدولية.