كتب عوني الكعكي:
هذا ليس مجرّد سؤال عادي، بل هو الحقيقة الدامغة منذ تأسيس دولة العدو الإسرائيلي.. فدولة كتلك الدولة قامت ونشأت على الباطل، فماذا ستكون؟؟؟
الوحيد الذي عرف كيف يتعامل مع العدو الإسرائيلي هو الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
لا أقول هذا الكلام كي أمدح الرئيس الراحل. بل أقوله لأني صادفت أحد الزملاء الصحافيين الذين كانوا من المقربين للرئيس السادات…
فماذا قال لي الزميل الذي لا أريد أن أذكر اسمه، لكن زوجته كانت يهودية.. إذ أرسله الرئيس السادات الى فلسطين المحتلة، وتحديداً الى القدس، كي يعطيه يومياً تقريراً عن الوضع الإسرائيلي الداخلي بالنسبة لموضوع السلام.
وبالفعل، كما قال لي الزميل، إنه كان يتلقى يومياً وتحديداً عند الساعة الثامنة صباحاً اتصالاً بالفندق الذي يقيم فيه من وزارة الخارجية، تطلب تعديلاً في أحد بنود الاتفاق، حيث كان الزميل يتصل بالرئيس السادات ويخبره بما يريده الإسرائيليون، وكان جواب الرئيس السادات: الموافقة.
وبقي على هذه الحال حتى عند وصول طائرة الرئيس السادات الى فلسطين المحتلة.. وبينما كان يحضّر نفسه للخروج من الطائرة ورده اتصال من الزميل المذكور يعلمه أنهم يريدون تعديلاً في أحد بنود الاتفاق… وكان جواب الرئيس السادات بالموافقة.
بعد انتهاء الرئيس السادات من إلقاء كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي… تحدّث ليلاً مع الزميل وقال له: «إنّ إسرائيل لا تريد السلام، وإنها كانت تفتش عن حجة كي تتهرّب من الاتفاق».. لذلك كان هدف السادات أن يقبل بأية شروط -طبعاً ضمن المعقول- ولا يعطي إسرائيل فرصة إفشال الاتفاق والهروب من توقيع اتفاق سلام.
اليوم… يعاني لبنان من شروط إسرائيلية تعجيزية… ولكن في الحقيقة علينا أن نتعامل معها بطريقة لبقة وذكية، لأنّ الحقيقة أن إسرائيل لا تريد التوصّل الى أي اتفاق.
قد يكون مسألة تسليم السلاح مسألة مهمّة بالنسبة لـ «الحزب».. ولكن لو سألنا أنفسنا: ماذا يفيد هذا السلاح؟ الجواب: السلاح اليوم لا يفيد… لذلك لماذا نعطي إسرائيل ما ترغب به وهو التهرّب من السلام.
من ناحية ثانية، فإنّ المفاوضات مع العدو الإسرائيلي صعبة جداً.. ولكن هل يوجد عندنا حلّ آخر؟
يا جماعة الخير… كل شيء مربوط بالاتفاق مع إسرائيل. إذْ لا إعمار ولا مساعدات ولا حتى أي استقرار بدون اتفاق، منذ اتفاق وقف إطلاق النار ويومياً إسرائيل تخرقه بالجنوب والضاحية وفي البقاع.
منذ الاتفاق وإسرائيل تقتل يومياً اثنين أو ثلاثة، وتفجّر المنازل، وتهدم الابنية بحجة السلاح كما يجري في ضاحية بيروت، إذ يفاجئنا مردخاي أذرعي ببيان يطلب من الجمهور في الضاحية إخلاء مبنى أو اثنين أو ثلاثة، ويرسل خارطة ويقول إنّ هناك مستودعات أسلحة، وتقوم بعدها الطائرات الإسرائيلية بقصف الضاحية وتهديم المباني بالقنابل والصواريخ التي ترميها على المباني.
خلاصة القول أوجّه نصيحة، هي أن نفعل ما فعله السادات، وأن نتوصّل الى اتفاق، لأنّ أي اتفاق هو لمصلحة لبنان وضد مخططات إسرائيل العدوانية.