بقلم عماد الدين أديب
هل تعرفون من هم أكثر 3 أشخاص، من الأحياء، ومن غير الساسة، لديهم شهرة عالمية، بمعنى إذا نُشرت صورهم أو كتبت أسماؤهم انشغل ملايين الناس بمتابعة أخبارهم؟.
هؤلاء الثلاثة هم: لاعب كرة القدم في نادي ليفربول محمد صلاح، وطبيب القلب العالمي بروفيسور «سير» مجدي يعقوب، وعالم المصريات الأشهر في العالم الدكتور زاهي حواس.
تعرض د. زاهي حواس إلى حملة ظالمة متعددة الدوافع، منها العداء للعرب، ومنها التنافس المهني، ومنها إنكار تفوق وعظمة الحضارة المصرية، ومنها أيضاً وقوع كثير من أنصاف المثقفين وكثير من الجهلاء بالحقائق والوقائع في شرك تصديق الأكاذيب.
ولد د. زاهي حواس في 28 مايو 1948، وكان نبوغه الدراسي في كافة مناحي التعليم سبباً في الحصول على درجات عدة، من الماجستير في علم المصريات، وأخرى في آثار سوريا وفلسطين، وتأهله لمنحة فولبرايت لتفوقه، فذهب إلى جامعة بنسلفانيا.
نبغ زاهي حواس في مجال المصريات وتاريخ مصر القديم بشكل غير مسبوق؛ لأنه جمع بين الدراسات النظرية العميقة والقيام باكتشافات تاريخية أثرية نادرة.
يعد زاهي حواس الوجه الأشهر عالمياً في مجال المصريات، وقبعته «قبعة إنديانا جونز» هي الأكثر تميزاً، حتى إنها تباع في مزادات الخير العالمية بآلاف الدولارات، ليس لشيء سوى أنها قبعة الدكتور حواس.
وزاهي حواس من الشخصيات العربية النادرة التي ظهرت على غلاف مجلة أتلانتيك الأمريكية الشهيرة، وكُتب عنه في أكبر المجلات والدوريات والصحف مقالات ودراسات مطولة.
عرفت وتشرفت بمعرفة د. زاهي شخصياً، وأدركت أكثر وأكثر شهرته الواسعة حينما سرت معه في مدن عالمية عدة، في شوارعها الكبرى، فرأيت حجم شعبيته من رجل الشارع العادي.
استطاع زاهي حواس في برامجه العميقة والمؤثرة في قنوات ناشيونال جيوغرافيك وديسكفري أن يشرح للعالم عظمة آثار مصر وتجليات الأجداد في الفن والآثار والإبداع وعلوم الفلك والصحة والتحنيط ومجالات الزراعة والابتكار وفن الحروب.
معركة المعارك التي يقودها البعض من ذوي «معاداة التاريخ المصري القديم» تسعى لإثبات أكذوبة شريرة، وهي أن الأجداد القدماء ليسوا من قام ببناء وتشييد الصرح العظيم المسمى بأهرامات الجيزة.
والادعاء بأن هناك قوى أخرى شيدتها في الفترة من 2500 إلى 2600 قبل الميلاد. وأيضاً الادعاء أن البناء تم بالسخرة والعبودية لآلاف العمال المصريين.
الضجة التي تمت ضد د. زاهي مؤشر شرير، وليست بريئة، وتسعى للنيل من الشخصية المصرية وليس شخص د. زاهي وحده. «الحملة – المؤامرة» التي تخاض منذ فترة تسعى لتعميق 3 أمور مدروسة عبر تعمد شرير للغاية، وهي:
1 – إن المصريين القدامى لم تكن لديهم القدرة الفكرية ولا المهارة الهندسية ولا العلوم المتقدمة التي تؤهلهم لتشييد بناء هندسي مثل الأهرامات.
2 – إن فراعنة مصر استبداديون بنوا الأهرامات منابر بواسطة السخرة.
3 – إن هناك حضارات سبقت الفراعنة في التقدم أهمها حضارة المكسيك التي بدأت تصميم الأهرامات!
المسألة ليست أن د. زاهي يُتهم بالعصبية أو التحيز أو يمسك بسيجار كوبي أثناء المقابلة، ولكن المسألة عابرة للخلاف الشخصاني، وهي مشروع شرير للاغتيال المعنوي للشخصية والتاريخ المصري.
عماد الدين أديب