أتابع قراءة المقالات التي توفر معلومات جيدة

57

بقلم مروان اسكندر

الدكتور جهاد ازعور اعلن عن تقييم الاوضاع المالية والاقتصادية التي يشملها مراجعة اوضاع البلدان الشرق اوسطية المنتمية لعضوية البنك الدولي بعد اجتماع مسؤولي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين عقدا اجتماعاتهما خلال الربيع في واشنطن مؤخرًا. ومعلوم ان جهاد ازعور مدير ادارة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى عقب انتهاء الاجتماع بالملاحظات التالية.

اثنى على التطورات الاصلاحية والطليعية في المملكة العربية السعودية، وعلى استقرار برامج تثبيت الاوضاع في الاردن وعلى نجاح مصر في استقطاب استثمارات ملحوظة وتحقيق نسب مقبولة من النمو. ورغم تجاوز السعودية متوسط معدل النمو للبلدان المعنية وتجاوزه نسبة 6% كان المعدل العام للنمو في البلدان المشار اليها باستثناء السعودية حوالى 3.4% وابدى نسبة من التخوف حول التوقعات المستقبلية بسبب حرب غزة وتمدد الاعتداءات على السفن التجارية في البحر الاحمر.

لا شك ان الدكتور جهاد ازعور من الاقتصاديين البارزين في منطقة الشرق الاوسط وهو يتمتع بنزاهة فكرية ومادية، ومع ذلك نود توجيه رسالة اليه.

بعد اغتيال الحريري في شباط 2005 ورغم بداية اهمال رئاسة الجمهورية هذه الجريمة وتجاهل المنتسبين اليها، وقد صرح دتليف ميليس المحقق الالماني الذي كشف عن المتسببين الليبيين في انفجار ملهى في برلين وسقوط ضحايا وقد كشف ميليس عن المجرمين الليبيين واستطاع تأليب الرأي العام عليهم واخضاعهم للسجن.

لقد زار ميليس لبنان بعد ارتكاب جريمة اغتيال الحريري وكان مجيئه بعد بضعة اشهر من الحدث. وفي اجتماع له مع وزير العدل آنذاك الدكتور شارل رزق وبحضوري وحضور رئيس القضاة في منزل رزق واجهنا ميليس بالسؤال: لماذا تريدون المحكمة الدولية ونحن نعرف اسماء وصفات المتسببين بالجريمة؟ وحينئذٍ بادرته بالسؤال، كيف تعرفون ذلك؟

الاجابة كانت ان لدينا اجهزة تنصت على المخابرات الهاتفية مركزة في مطار حربي في قبرص ونستطيع التسمع على مخابرات الهواتف الخليوية التي تجرى ما بين ايران، وسوريا ولبنان وحتى تركيا. وحينما تبرز قضايا تؤشر بقرب ارتكاب جرائم سياسية تسجل جميع المخابرات ما بين من يتحدثون ونحن نعرف اسماء 5 مرتكبين لجريمة قتل الحريري ودوافعهم، وهؤلاء اخفوا اجهزة التواصل في ما بينهم ولم تقدم الحكومة القائمة على خطوات سريعة لإلقاء القبض عليهم. والامر الملفت للنظر ان عماد مغنية الذي كان مشارك اساسي قتل في حادث يشبه حادث قتل الحريري اي تدمير سياراته في دمشق وعلى مقربة لمركز مخابرات سوري لا يبعد 100 مترًا عن موقع انفجار سيارة المرحوم.

بعد كل هذا نعود لنسأل جهاد ازعور الذي كان وزيرًا للمال في حكومة فؤاد السنيورة بعد اغتيال الحريري وكان من المقربين منه، وكان رئيس الجمهورية اميل لحود وقد انجزت هذه المجموعة مرسوم رقم 17053 بتاريخ 15/4/2006. وكان الهدف من مشروع المرسوم اقراره في وقت سريع ويشمل تقديمه توقيع رئيس الجمهورية اميل لحود ووزير المال جهاد ازعور ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة، ولاسباب غير معروفة لم يقدم مشروع المرسوم للاقرار من قبل مجلس النواب.

عنوان المرسوم كان مشروع قانون تدقيق حسابات الادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات واتحاد البلديات والمرافق العامة التابعة للدولة او المؤسسات العامة…ولو كان هنالك هكذا مرسوم مقرر لما ارتكبت عملية اغتيال الرئيس الحريري وعلى الاغلب لما كان اغتيل عماد مغنية لإطفاء الاهتمام لتوصيات ميليس.

جهاد ازعور ينتقد تأخير معاملات مراجعة حسابات الهيئات العامة التي يطالب بها اليوم ونسأله هل هو نادم على اهماله وفؤاد السنيورة تنفيذ بنود المرسوم المشار اليه والذي لو كان منفذًا قبل 2005 لكان ساهم في انقاذ لبنان من كارثة خسارة رفيق الحريري ومن ثم انتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية.

 

على مستوى آخر وان استقيت مادته من مقال ظاهر مقابل تصريحات جهاد ازعور، وموقعة المقال السيدة احلام مستغانمي اديبة جزائرية كان لها شجاعة استعراض استعراضات الاغاني والرقص ان في الجزائر، ومصر ولبنان بدلاً عن الاهتمام بالشأن العام ومستوى حياة المواطنين العرب.

ان هذه الكاتبة التي تعبر عن الم كل عربي عن ما يجري في العالم العربي، والواقع ان الدول العربية – ما عدا دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية – تعاني جميعًا من تردي الاوضاع المعيشية ومستويات طموحات الحكام التي تنصب على منافع فئات السياسيين. فلو استعرضنا اوضاع العالم العربي او الدول العربية لا نجد اي بلد يزخر بالديمقراطية والاستقرار من شمال افريقيا الى الشرق الاوسط، فلا نشهد تطورًا ملفتًا سوى في المملكة العربية السعودية التي تفردت منذ العام 2016 بتبني رؤية تنموية على مدى 15 عامًا تنتهي بتحقيق آمال الاصلاح الاداري والبيئي عام 2030. وقد حققت السعودية آمالاً قبل انتظار 6 اعوام حتى 2030.

مع الاقرار بان الدول العربية غير الخليجية لم تحقق تقدمًا ملفتًا للنظر نجد اننا نشاطر احلام مستغانمي وكتابتها لابنها في المكان الاول.

لقد تعرفت الى الغالية المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد في رحلة بين الجزائر وفرنسا، وكانت تسافر على الدرجة الاقتصادية محملة بما تحمله ام من مؤونة غذائية لابنها الوحيد، وشعرت بالخجل، لان مثلها لا يسافر على الدرجة الاولى، بينما يفاخر فرخ ولد من برنامج ترفيهي “ستار اكاديمي” بانه لا ينتقل الا بطائرة حكومية خاصة وضعت تحت تصرفه لانه رفع اسم بلده عالميًا.

هنيئًا للامة العربية

هنيئًا لامة رسول الله

اننا لله وانا اليه راجعون

فهمت الآن يا ولدي لماذا قلت لا تكبر

لقد خسرنا نحن من كدنا وشاهدنا فرص تحسين معيشة ومستقبل العرب لنغادر دون اكتشاف الديمقراطية الحقة ومستويات التعليم المحقة.

مروان اسكندر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.