«الاعتدال» تعرض نتائج مبادرتها مع بري السبت

لازارو عرض وضع الجنوب في عين التينة والسراي

98

وسط سباق محموم بين لغة الحديد والنار وبين ديبلوماسية الاتصالات التي تكاد تفقد محرك البحث عن خطط واقتراحات جديدة يرضى بها الاطراف المتصارعون، وفيما تهديدات اسرائيل للبنان عموما وحزب الله خصوصاً بلغت اعلى مستوى، تسارعت وتيرة الاجتماعات ومعها التحذيرات من مغبة تدحرج لبنان الى حرب واسعة، حضر الى بيروت لاجل منعها الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين ومنها توجه الى تل ابيب لفرملة الاندفاعة الاسرائيلية نحو توسيع الجبهة، ويبدو أنه تمكن من الحصول على ما يضمن ذلك موقتاً.

وكما الامن المُهَدد، كذلك الاستحقاق الرئاسي، في ضوء تعثر المبادرات وكل الاقتراحات الهادفة الى تحريك مستنقع الجمود الرئاسي وسقوط الاقنعة عن وجوه المعرقلين. وبين الجبهة الجنوبية والرئاسة، توزع الحدث المحلي أمس.

جولة لازارو

على الصعيد الامني الحدودي، جولة لقائد قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب اللواء آرولدو لازارو. فقد زار عين التينة حيث تابع معه رئيس المجلس نبيه بري المستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة اسرائيل عدوانها على قطاع غزة ولبنان. ايضا، إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجنرال لازارو وعرض معه الوضع في الجنوب والتعاون بين الجيش و”اليونيفيل”. وقد اطلع لازارو رئيس الحكومة على مضمون التقرير الدوري لمجلس الامن الدولي بشأن تطبيق القرار 1701.

زج لبنان

ليس بعيدا، رفض المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري في بكركي، “رفضا قاطعا زجّ لبنان في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها”، وطالبوا “الأطراف المحليين المعنيين بإبعاد الأذى الذي يُعانيه أهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية”. وتابعوا في بيان “يُحذِّر الآباء من مغبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسوياتٍ تمسّ سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية وما يعود إليه من حقوقٍ جغرافية. ويلفتون نظر أفرقاء الخارج تكرارًا، العاملين على هذا الصعيد، إلى أن أيَّ تفاوضٍ لبناني في هذه الشؤون يعود إلى رئيس الجمهورية، وأن ذلك يخضع لتجميدٍ حتمي حتى انتخابه”.

غارات

في الميدان، شن الطيران الحربي الاسرائيلي بعد ظهر امس، غارة على دفعتين، مستهدفا اطراف بلدتي كفرا وياطر ملقيا صاروخين لم ينفجرا. وتعرضت أطراف بلدة الفرديس- قضاء حاصبيا لقصف مدفعي اسرائيلي. واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي بعد منتصف الليل، أطراف بلدة يارون في قضاء بنت جبيل بأكثر من 20 قذيفة من عيار 155 ملم. وحتى صباح امس، استمر تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وصولا الى مشارف مدينة صور، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة طيلة الليل فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق. وكانت إسرائيل قد صعدت ليلا اعتداءاتها على القرى والاحياء السكنية في الجنوب، حيث أغارت على بلدة كفرا، ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى، عرف منهم الطفلة لين زاهر عبادي ووالدتها مريم عطوي وهي حامل، والفتى محمد زاهر عبادي ونقلوا الى مستشفى تبنين الحكومي. كما أدت الغارة الى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه. وأغار الطيران الحربي ايضاً على منزل في بلدة الضهيرة.

الاعتدال في السراي

رئاسيا، زار وفد من “تكتل الاعتدال الوطني” ضم النواب وليد البعريني، احمد الخير واحمد رستم وامين سر التكتل هادي حبيش الرئيس ميقاتي في حضور النائب بلال الحشيمي. بعد اللقاء قال البعريني:”زيارتنا الى دولة الرئيس تضمنت موضوعين الاول، يتعلق بالمبادرة التي نقوم بها، ووضعناه في مجمل الاجواء التي رافقت جولاتنا من بدايتها حتى نهايتها، وسنلتقي يوم السبت المقبل الرئيس نبيه بري لنتشاور معه في النتائج التي توصلنا اليها”.

الكتلة بقت البحصة

وفي ظل تعثر مسعى تكتل الاعتدال الوطني، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بيان جاء فيه إن كتلة “الوفاء للمقاومة” قد بقّت البحصة مرة لكل المرات: مرشحنا الأول والأخير والنهائي هو رئيس تيار المردة ولا مجال لأي بحث آخر. وهكذا أسقط محور الممانعة.

بلحاج

على الخط الاقتصادي، استقبل بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج في زيارة بروتوكولية وداعية بمناسبة قرب انتهاء مهامه في البنك الدولي. كما التقى الرئيس ميقاتي بلحاج، والمدير الإقليمي لدائرة الشرق الاوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه في حضور المستشارين الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر، في السراي. واعلن بلحاج بعد اللقاء “تحدثنا عن بعض المشاريع المقبلة التي ستدرس من قبل مجلس الوزراء ومجلس النواب، وهذا أمر مهم لأنه يجب على هذه المشاريع ان تمضي قدما للمصادقة عليها كي تدخل حيز التنفيذ”. أضاف “تحدثنا عن دراسة قام بها البنك الدولي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لوقع تدفق اللاجئين السوريين على لبنان. وكانت عندنا دراسة عن تدفق اللاجئين على الموضوع نفسه قبل عشر سنوات، وهي قدمت انذاك لمجلس الأمن وكان هناك التفاف حول لبنان ورغبة في اعانة لبنان ودعمه”. وعن كلفة اللجوء السوري في لبنان في التقرير قال “التكلفة هي نحو مليار وخمسمائة مليون دولار ويجب على كل الفاعلين أو المانحين ان يأخذوا منها قسطا كبيرا، لأن لبنان لا يمكنه ان يستوعب لوحده هذه التكلفة”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.