مرجوحة باسيل: منطلقات وأهداف..

76

بقلم علي يوسف «الحوار نيوز»

قرأت الكثير من التعليقات على خطاب جبران باسيل الأخير منذ ايام والذي هاجم فيه حزب الله ووحدة الساحات وخروج الحزب على التفاهم ومشروع بناء «دولة الشراكة» وصولا الى استعمال شعار الحزب ضد العدو الصهيوني كشعار موجه الى الحزب بالقول» إن عدتم عدنا»..؟؟!!

والغريب ان عددا كبيرا من جمهور المقاومة يعيش حالة ضياع في طريقة الاستجابة لتصريحات باسيل فتارة تنفرج اساريره حين يؤيد باسيل المقاومة في التحرير وتارة يتبدد هذا الانفراج حين يهاجم الحزب وسياساته.

والسبب في الحقيقة ناجم عن عدم فهم حقيقي لمواقف باسيل وخلفياتها وعدم وضوح موقف الحزب والناتج عن استعمال المفردات والشعارات الداخلية نفسها تحت سقف ما يسمى الشراكة والوفاق بين الاديان والطوائف وكأننا في حضرة مجلس ملل وليس في وطن ودولة.واعتبار ذلك قدرا محتوما ؟؟!!

يجب توضيح خلفيات مواقف باسيل وعدد من اتباعه ( وليس جميعهم ) ليصار الى وقف المراوحة ارتفاعا وهبوطا سرورا واحباطا باختلاف مواقف باسيل المتنوعة بحسب المصلحة اللحظية.!!! :

١- يحاول باسيل الاستفادة من الحركة التصحيحية التي قام بها عمه ميشال عون لفصل المسيحيين عن التبعية للمشروع الاسرائيلي الذي كان ورطهم فيه حزب الكتائب كخطيئة. وذلك بالقفز من موقع الدفاع عبر مسح الخطيئة الى موقع الهجوم لاستعادة الدور المسيحي المسيطر في الكيان اللبناني مستفيدا من عاملين الاول ما يعتبره قوة حزب الله التي استطاع ان يحصل على دعمها عبر تفاهم مارمخايل.والثاني الاستنجاد بالمهاجرين المسيحيين ومحاولة اعادة ربطهم به للتخفيف من الازمة العددية (علما ان السيطرة المسيحية في الكيان تراجعت شكلا )….

٢- حصر باسيل «مكاسب «حزب الله في التفاهم بالدفاع عن لبنان محدداً انه وان كان يؤيد حقوق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة على طريقة براءة الذمة المعتمدة عربيا إلا ان ذلك لايعني المواجهة مع المشروع الصهيوني الا من زاوية عدم الاعتداء على حدود لبنان وبالتالي فهو يرفض فكرة الامن القومي ويحصر المشكلة مع العدو الصهيوني او مع مشروع داعش الغربي بالمشكلة الحدودية وبما لا يشكل اي مواجهة مع الغرب او مع المستعربين الذي يعتقد ان لبنان ينتمي في مصالحه الى محورهم وسياساتهم …. وهو لذلك رفض انخراط حزب الله في مواجهة داعش في سوريا ويرفض شعار وحدة الساحات ويرفض المشاركة في جبهة مساندة لغزة ( على اعتبار انه لا يوجد معاهدة دفاع مشترك مع غزة!! )..

٣- يعتبر باسيل ان الشراكة بين المسلمين وبين المسيحيين هي ليست مشاركة في القرار السياسي وفي التنمية كما كان يطالب المسلمون حينما كانوا مهمشين بل يعتبر ان الشراكة يجب ان تكون عمودية اي لا تنحصر بالرئاسات والنواب ومجلس الوزراء وموظفي الفئة الاولى وبالقرار السياسي ويجب ان تتعدى ذلك لتكون مناصفة في كل المؤسسات والتوظيفات من اعلى الهرم الى ادناه وحيث يوجد اي خلل في الوجود المسيحي ولكنه مع التغاضي عن الامر حين يكون الخلل في الوجود الاسلامي حيث لا مشكلة بأن يكون لديه ٤٢ مستشارا في وزارة الطاقة يديرون كل الوزارة بينهم ٢ مسلمين فقط ولا مانع ان تحصل البترون على ٨ آبار ارتوازية من اصل ١٠ آبار لكل لبنان … لأن ذلك يفترضه تعويضا عن خلل سابق !!!!!!!؟؟؟؟

وبهذا يعتبر باسيل ان الشراكة تتحقق بأن يتشارك المراكز عموديا مناصفة بين ال ٧٠ في المئة من اللبنانيين المسلمين وبين ال٣٠ في المئة من اللبنانيين المسيحيين.  لكي يكون المسيحيون حصلوا على حقوقهم ولو على حساب المسلمين ؟؟!!!

وطبعا اي خلل في تطبيق ذلك سيعتبره خللا في بناء الدولة. من دون ان يرف له جفن وان ينتبه الى ان ما يحكي عنه وما يطالب به لا علاقة له لا بمفهوم الدولة ولا بمفهوم المواطنة ولا بمفاهيم الحقوق وانه مشروع تآلف مزارع ملليّة لا اكثر. ٤- يجب ادراك ان كل مواقف باسيل ليست مواقف قيميّة بل مواقف تنتمي الى الفكر الغربي القائم والمرتكز على المصالح وينتمي الى المدرسة الانتهازية التي تفسر كل مواقفه من جميع الاستحقاقات إن لجهة محاولة كسب المراكز والمنافع او كسب الشارع المسيحي وكذلك تحالفاته المؤقتة والمتقاطعة و ممارسة الابتزاز وعلى طريقة من يقتل أباه و أمه ليذهب رحلة مع الايتام …

قد لا يعجب هذا الكلام اصحاب مدارس ومفاهيم التعايش والتوافق والشراكة والحوار اليومي بين الطرشان والتقاسم والتناتش الحصصي للمسماة دولة لبنان سابقا وللجثة المسماة دولة لبنان حاليا… !!!

ولكنها للاسف هي الحقيقة التي لا شك ستغزوهم بعد ان تكبد هذا الكيان ومن يعيش فيه اثمانا باهظة …..( وليست بهوظة بالطبع)

علي يوسف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.